Posted by: Zedan | 05/12/2010

برج القاهرة ديسمبر 2010

اليوم قررت أن أبدأ بإعادة زيارة المعالم السياحية بالقاهرة وأن أبدأ بإصطحاب إبنى لهذة المعالم لأريه الأماكن الجميلة بالقاهرة التى يغفل معظمنا عن زيارتها وإعطاء الفرصة للأبنائنا لمعرفة بلدهم أكثر وذلك لأن معظم أبنائنا هذة الأيام لا يعرفون عن معالم بلدهم أو الأنشطة سوى النوادى الإجتماعية ومحلات الوجبات السريعة أو المصايف كالساحل الشمالى أو شرم الشيخ أو الغردقة ومن ناحية أخرى إعادة زيارة الأماكن التى لم أزرها منذ وقت طويل جداَ ربما من ايام الدراسة أو بداية حياتى العمالية ونسيت معظمها.

أخترت أن أبدأ بالأماكن السياحية على ضفتى نيل القاهرة والجيزة، وأثناء القيادة رأيت برج القاهرة وقررت أن أبدأ به.     وجدت البرج تغير منذ أخر مره زرته فيها ، فأنا زرته مرتين فى حياتى الأولى منذ أكثر من خمسة وعشرون سنة والثانية منذ عشر سنوات وكان زيارتى اليوم هى المرة الثالثة، والمختلف فى هذة المرة هو وجود إبنى ، فأنا أتذكر عندما كنت طفلا ووالدى أخذونى لزيارة البرج.

البرح تم تجديدة وأصبح مدخله حميلا ومنظماَ وأيضا نظيفاً، وفى الحقيقة المعاملة أيضاً كانت جيدة.   عندما دخلنا من البوابة الرئيسية إتجهنا إلى شباك التذاكر ولمحت لافتة معلقة أعلى الشباك تقول سعر التذكرة للفرد الواحد سبعون جنيهاَ، فقلت لنفسى ربما يريدون تعويض ما صرفوه على التجديدات ولكن أكيد هناك من لا يستطيع شراء هذة التذكرة، ولكن عند الوصول للشباك علمت أن السبعون جنيهاَ هى لغير المصريين وللمصريين عشرون جنيهاً فقط (سعر معقول).    وبعد شراء التذاكر وجدنا طابور طويل فى إنتظار الدخول وكان المشهد ينذر بتأخر عظيم يتبعة ملل من إبنى بالإضافة أن فى وقت الشتاء تغرب الشمس مبكراً مما هدد الزيارة كلها ولكن الحمد لله لم يستغرق الطابور سوى أربعون دقيقة فقط (بإعتبار اليوم هو الجمعة وفى وسط النهار) ولكن فى الأوقات الأخرى لا توجد طوابير أو إزدحام.

عند دخولك مبنى البرج ستلاحظ التجديدات وستجد البساطة مع النظافة وبوابات إلكترونية تقرأ البار الكود المطبوع على التذكرة ووقت التذكرة وكاميرات مراقبة من أحجام مختلفة فى أماكن مختلفة ،  فطبعاً مثل هذة الأماكن تحتاج إلى تأكيد أمنى.    ومن الملاحظ أيضاَ نظافة المكان وهندام العاملين،  فأنا دائما أتذكر الأماكن السياحية بعدم هندام العاملين بها وخصوصاً رحال الأمن وكنت فى أكثر من مناسبة أسمع تعليق من زميل غير مصرى عن الحالة الغير لائقة للعاملين والشرطة فى الأماكن السياحية والتى لا تتناسب مع أهمية المكان أو عدد السائحين اللآتين للزيارة.

عند الصعود إلى أعلى البرج تستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى قمته أقل من دقيقة واحدة ومن هناك تستطيع أن ترى مصر كلها، وكان حظنا سئ بعض الشئ لوجود الشبورة فى الحو ولكن هذا لم ينفى الإستمتاع بمنظر القاهرة من أعلى حيث النيل والكبارى والحدائق والملاعب تعطى لوحة جميلة للقاهرة.  وأنا شخصيا لفت نظرى أيضا التذاكر الحديثة (المميكنة كما تحب أن تطلق الحكومة على خدماتها الجديدة) فهى ليست كالتذاكر القديمة التى كانت عبارة عن دفتر صغير مختوم كل ورقة فيه مثل تذاكر الكمسارى فى وسائل المواصلات ايام زمان.

بعد أخذ جولة فى الشرفة وأخذ بعض الصور بدأت برودة الجو تزداد وضوء النهار بدأ بالزوال، قررنا أن ننهى الزيارة بتناول الغداء فى المطعم الدوار.  كان المطعم لطيف والإستقبال جيد والطعام نوعاً ما معقول.  ليس بالسىئ ولكن فى نظرى أقل من قيمة الفاتورة المدفوعة ولكن الجو كلة والنظر من فوق على كل القاهرة أثناء دوران البرج يساوى قيمة الفاتورة.  وفى النهاية إشترينا بعض الهدايا التذكارية من محل صغير تابع للبرج.

معلومات عن برج القاهرة:

برج القاهرة من تصميم المهندس الراحل اللبنانى نعوم شبيب، تم الإنتهاء من بناؤه فى عام 1961 فى عهد الرئيس عبد الناصر من الخرسانة المسلحة على تصميم زهرة اللوتس المصرية وإستغرق بناؤه 5 سنوات واشترك في بنائه 500 عامل ، ويقع في قلب القاهرة على جزيرة الزمالك بنهر النيل ويصل ارتفاعه إلى 187 متراً وهو أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي 43 مترا ويقف البرج على قاعدة من أحجار الغرانيت الأسواني التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم وتكلف بناؤه 6 ملايين جنيه مصري وقتها كانت الولايات المتحدة قد أعطتها لمصر لتغيير موقفه تجاه القضايا العربية، وهو ما رفضه عبد الناصر ورفض حتى أن يخصصه للانفاق على البنية الأساسية في مصر رغم احتياج البلاد وقتها لهذا المبلغ ولكن أراد عبد الناصر أن يبني بناء يظل علماً بارزاً مع الزمن يعلم المصريين الكرامة وحتى وإن كانوا في أشد الاحتياج رغم أن المبلغ حمله حسن التهامي الذي كان يشغل وقتها منصب مستشار رئيس الجمهورية وجاء بالمبلغ في حقيبة سلمها للرئيس بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة  تحت مسمى مساعدة رؤساء الدول الصديقة ولكن رفضها عبد الناصر أياً كان مسماها ،  وتحول البرج خلال فترة الستينات إلى مركز رئيسي لبث الإذاعات السرية والعلنية التي انطلقت من القاهرة لتغطي قارتي إفريقيا وآسيا، لتدعم حركات التحرر الوطني .

وظل البرج على حاله منذ بنائه عام 1961 وحتى عام 2006، حين خضع لعمليات ترميم وتجميل وتطوير استغرقت ثلاث سنوات تقريبا إنتهت فى 2009 و تكلفت نحو 35 مليون جنيه.

عمليات الترميم والتطوير شملت الجوانب الهندسية والمعمارية في جسم البرج، وهو ما نفذته شركة (المقاولون العرب)، وتتضمن معالجة خرسانة البرج وترميمها وإضافة 3 أدوار، هياكل معدنية أسفل جسم البرج ودور آخر أعلى المدخل الرئيسي مباشرة، وإنشاء سلم للطوارئ ومصعد للزائرين وتطوير مدخل البرج، وكذا إعادة طلاء واجهة البرج، وإضافة إضاءة خارجية جديدة.    
الجانب الآخر الذي شملته عمليات التطوير هو الخدمات المقدمة لزائر البرج حيث كان البرج كان به مطعم واحد فقط قبل التطوير، أما الآن فأصبح به كافيتيريا ومقهى في مدخله أمام مبنى البرج ، بالإضافة إلى قاعة للمؤتمرات وقاعة مخصصة لكبار الزوار، والمطعم الدوار، وكافيتيريا في الطابق قبل الأخير لخدمة رواد البرج، موضحا أن هذا التطوير أسهم في زيادة القدرة الاستيعابية للبرج من 120 فردا إلى 700 فرد في وقت واحد وتمت إضافة مساحات جديدة للبرج تمثل 400% من المساحة التي كانت مستغلة في السابق، لتصبح 1145 مترا بعد أن كانت 305 أمتار من خلال إضافة أربعة أدوار من أسفل البرج.

والمطعم الدوار يوجد على قمة برج القاهرة وهو مطعم سياحي على منصة دوارة تدور برواد المطعم ليروا معالم القاهرة من كل الجوانب.    أيضاً يوجد في الطابق أعلى المطعم كافتريا علوية تستطيع أن تتناول فيها العصائر والمشروبات وأن تستمتع برؤية القاهرة من أعلى.

إفتتاح البرج فى 1961

البرج بعد التجديد فى 2009


أترك تعليقـك هنا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

التصنيفات

%d مدونون معجبون بهذه: