يوم الخميس الماضى 10 فراير إستقال الفريق أحمد شفيق من رئاسة لوزراء بعد هجوم شرس عليه من فئة كبيرة من الشعب وكان ذلك قبل يوم واحد من المظاهرة المليونية التى كان المتظاهرين يستعدون لتسييرها يوم الجمهة التالى فقط للمطالبة بإستقالته. أنا لست ضد رغبة الناس فى التعبير عن رأيهمأ و رغبتهم فهذة من اهم مكتسبات الثورة التى يجب أن نحافظ عليها بل ونتصدى لكل من يحاول إرجاعنا إلى عصر ما قبل 25 يناير ولكن السؤال هنا هل هى مجرد تعبير عن رؤيه ومطالب أو هى عصر جديد من الديكتاتورية بثوب جديد.
الفريق أحمد شفيق من القلائل المشهود لهم بنزاهتهم وكفائتهم الإدارية والكثير الكثير من الشعب سواء كانوا مواليين للنظام السابق أو معارضين كانوا يتمنون وجوده على رأس رئاسة الوزراء ولكن الكثير من هؤلاء أيضا إنقلبوا أيضا للمطالبة بإقالته حجهتم فى طلبهم هذا أنه من النظام السابق وحلف اليمين أمام الرئيس السابق”. أنا أتفهم حساسية البقاء عن ما يرتبط بهذا النظام الفاسد بل أؤيد قطع الأذناب الفاسدة ولك يجب أن نعقل الأمر فمثل هذة المسائل لا تحل بهذة الطريقة فى مثل هذة الأوقات.
الفريق شفيق إستقال ولكن دواعى الأدب والإحترام توجبنا أن نعترف بكفائته ووطنيته. فى الحديث التليفزيونى فى أون تى فى فى الليلة التى سبقت يوم الإستقالة كان الفريق شفيق ضيفاً على فقرة من قرات بلدنا بالمصرى وطلبوا منه أن يكون ضيفا مرة أخرى على الفترة التى تليها وفى الفقرتين كان يدافع ويشرح ويحاول أن يقنع وفى الفقرة الأولى كان كل من يسرى فوده وعلاء الأسوانى وقنديل يستمعون الى الفريق شفيق ويجهزون الأسئلة والملاحظات ويستعدون للهجوم وعندما طلبوا منه أن يكمل اللقاء قى الفقرة التالية لم يعترض.
فى الحقيقة إبتدأ المذيع يسرى فوده تقديم الفقرة بتمجيد كل من علاء الأسوانى وقنديل (ربما علاقة الصداقة بينهم إستدعت لتمجيده أمام المشاهدين) ثم إبتدأ أول الحلقة بتوجيه كلامة لشفيق بقوله أن الناس على الفيس بوك عندهم خيبة أمل مما قاله الفريق فى الفقرة الأولى (وكأنه يجزم أن الشعب المصرى كله عنده خيبة أمل) مما أثار حفيظة الفريق من البداية.
طبعا كل الناس رؤا اللقاء ويعرفون التفاصيل ولكن بالرغم فى أننى مقتنع ببقاء الفريق شفيق فإن لى بعض الأراء التى أحاول أن أقولها بأمانة بأسلوبى المتواضع، أنا فقط أريد أن أنقل وجهة نظرى:
بداية الحوار الثانى لم تكن مشجعة لإضفاء روح من الشفافية أو الحوار البناء وذلك لذكر خيبة الأمل كأول كلمة توجه مما جعل الفريق متحفظا من البداية، هذا طبعا بالإضافة إلى ريم ماجد التى كانت مثل الضفدعة لا تعطى لأحد فرصة لإكمال تقديم فكرته بمن فيهم نجيب سويرس نفسه (صاحب القناة) وكانت تضفى روح عدائية وتحفز
بصراحة، الفريق شفيق إتخذ موقف المدافع من أول لحظة وأخذ يرد بشدة على أشياء ربما لم توجه إليه و أعتقد أن هناك رواسب من مواقف أخرى أثرت عليه فى هذا اللقاء مما جعله يخلط الأمور ويدافع عن نفسه كثيراً ويعيد تكرار ذكر تاريخه وكفائتة فى الإدارة وتخصصه، وبصراحة أيضا كل الناس تعترف بهذا الأمر بما فيهم من أرادوا إقالته ولكن كان من الأفضل عدم تكراره بهذة الطريقة ، فهذا اللقاء الغرض منه سياسى ولكن أعتقد أن الفريق شفيق لم يستوعب هذا جيداً.
كانت هناك بعض الأسئله الموجهة للفريق حساسة وتنتظر إجابات معينة الناس تريد أن تسمعها وكان من الأفضل لشفيق أن يرد عليها بالشكل المطلوب ولكن للأسف ليم يرد عليها مباشرة بل تطرق إلى موضوعات أخرى، ومن أهمها مثلا سؤال عن الشهداء الذى وجهه له الأسوانى، فى الحقيقة أنا إندهشت عندما رد الفريق رد لا يتناسب مع السؤال وقال للأسوانى لا تحاول أن تلبس ثوب الوطنية. أعتقد أن الفريق لم يوفق تماماً فى الرد على هذا السؤال بل وتعصب أيضاً وهى أشياء لا يجب أن تصدر من منصب سياسى كهذا. والمثل المصرى يقول “لاقينى ولا تغدينى”
كان من الملاحظ أيضاً أن الفريق شفيق نوعا ما كان مسترسلاً فى كلامه ولم يكن مرتب الأفكار وأنا شخصيا عندما شاهدت اللقاء كتن أحاول (فى صدرى طبعا) أن أرد نيابة عنه.
ولكن هناك أيضا أشياء يجب أن نأخذها فى الإعتبار:
اللقاء إستمر فترة طويلة إلى وقت متأخر من الليل وكان قبل هذا اللقاء لقاء أخر يتحدث فيه رئيس الوزراء وبالطبع لم يكن بداية يومه وأكيد كان يمه حافل بالأحداث فى مثل هذة الظروف مما يعنى أنه أكيد كان متوتر أو متعب مقارنة بالآخرين الذين ربما لم يبدؤا يومهم مبكراً بل وكانوا مستعدين بالأسئلة والهجوم.
الفريق شفيق كان أمام 5 أشخاص فى وقت واحد وقبلهم أربع أشخاص أخرين منهم من هو يستطيع ترتيب الكلمات وإختيار المصطلحات وتصوير الأحداث، فهو كان حوار غير عادل وربما إذا كان هذا الحوار فى وقت أخر لكان له نتيجة أخرى.
فى يوم الأحد 6/2 كتب بلال فضل عن هذا اللقاء، وبصراحة كان مقاله مليء بالسخرية وسطحى وإستفزنى ولكن هذة هى الدنيا، فربما فى وقت أخر لم يكن يجروء هذا البلال الإستهزاء هكذا.
فى رأى الشخصى أنه كان من الظلم الحكم على شفيق بهذة السرعة فنحن كنا بحاجة لمثل هذة الكفائة والرغبة فى النجاح وأعتقد أنه كان من الممكن تحقيق ما نريده لمصر مع شفيق ولكن قدر الله وماشاء فعل. ولسوف نرى إذا ما كان عصام شرف رئيس الوزراء الجديد سوف يقوم بما كانوا يريدوه ولم يجدوه من وجه نظرهم فى شفيق. أنا لا أشكك فى شرف ولكنى لم أفهم المعادلة فعصام شرف حلف اليمين أيضا أمام الرئيس السابق وتم إختياره من حسنى مبارك، إذن فهو من النظام السابق.
أتمنى أن يوفق شرف فى مهمته، فنحن مانريده فقط هو الخير لمصر راحة المصريين والعيش فى عيشة كريمة
أترك تعليقـك هنا