أنا قررت أغير من نفسى وأعصر على نفسى قفص لمون لما أسوق العربية فى الشارع. السواقة ياجماعة أصبحت حاجة خطيرة جداً ومدمرة للأعصاب وطبعا حتقلولى وإيه الجديد فى كدة؟ ما هى من زمان كدة … حقوللكوا أنا عارف وكتبت عن الموضوع ده قبل كده من سنة تقرياً هنا و هنا لكن ياجماعة اليومين دول الناس إتجننت، وسواقين الميكروباص والتاكسيات بقوا بيعملوا حاجات ما تتوصفش ( أه والله ). أنا سافرت بلاد كتير منها المنظم قوى ومنها النص نص ومنها الغير منظم لكن والله ما شفت زى اللى بيحصل اليومين دول!!
أنا معروف عنى بين أصحابى وأقربائى إنى عصبى فى السواقة وبتنرفز بسرعة لدرجة إنى كان ممكن أقف فى وسط الشارع وأنزل من العربية علشان أتخانق مع بهائم الأنعام من فصيلة سواقين الميكروباص و التاكسى لكن الأيام دى ومع إزدياد الإنحطاط الأخلاقى وفوضى الإشارات والميكروباصات كأحد مكتسبات الثورة طورت هذة الفصائل من صفاتها البرية وأصبحت خطر حقيقى على المارة وقائدى السيارات معاً وإكتشفت إنى أنا اللى بحرق فى نفسى وأعصابى لما بتخانق مع أى حد منهم وإن السواق منهم مهما إتشتم بيكون بالنسبة له كلام عادى من قاموسة اليومى اللى بيهزر بيه مع اللى زيه كل يوم.
يا جماعة الناس دى إتجننت، الواحد منهم مبقاش عنده مشكلة إنة مثلا يخبطك فى إشارة ويزق عربيتك (وإنت جواها) بالنملية اللى راكبها علشان يوسع لنفسه مكان فى الإشارة، ولو ماشييين فى طريق سريع ماعندوش مشكلة إنة يجرى جنبك ويخليك تتطلع على الرصيف أو تعمل حادثة موت علشان يبقى هو اللى ماشى قدامك.
أنا بقى بقيت أتعامل معاهم بمنطق تانى فمثلاً سألت نفسى لو أنا مثلا ماشى فى غيط أو مزرعة ولقيت جاموسة جاية عليا أو عايزة تعدى منى هل مثلا حديها كتف علشان توسع؟ أكيد لأ وحبعد عنها خالص – نفس المنطق مع سواقين الميكروباص والنقل. ومثلاً برضة لو إنت ماشى فى الشارع والشارع ده واسع يعنى عشرة ممكن يمشوا مع بعض فيه وطلع عليك كلب وقعد ينبح عليك ، هل حتقف وترد عليه وتفتح معاه حوار وتسألة بتهوهو ليه؟ ما الدنيا واسعة أهى؟ أكيد لأ برضة – نفس المنطق اللى بقيت أتعامل بيه مع سواقين التاكسى. ,قررت إنى أتعلم إنى أكون بارد فى السواقة.
من كام أسبوع كده واحد صاحبى حكالى إنه كان واقف فى إشارة وجنبه ميكروباص وفجأة سواق الميكروباص قرر إنه مش عايز يستنى فى الإشارة قام داس بنزين وحك عربية صاحبى علشا يوسع لنفسه (والإشارة قافلة والناس واقفة أصلا) فصاحبى إندهش و زمر له (كان فاكر يعينى إن السواق مش واخد باله) راح السواق طلع له من الشباك وبصوت بهيمى قاله إييييهه إنت مش واخد بالك إننا فى ثورة يعنى مفيش بيه وفقير ، إحنا بقينا زى بعض خلااااااص ، فما كان من صاحبى غير إنه إعتزر للسواق وقاله أنا أسف ياباشا وحمد ربنا إنه طلع منها سليم.
أترك تعليقـك هنا