Posted by: Zedan | 16/03/2012

بعد التخرج ، بيحصل إيه ؟

إتخرجت وأخدت الشهادة ، بكالريوس أو ليسانس بعد عناء أربع أو خمس أو سبع سنوات وأصبحت حامل اللقب، أستاذ فلان ، المهندس علان أو الدكتور كذا.  ناوى تعمل إيه بعد كده؟    أكيد السؤال ده خطر على بالك بعد ما إتخرجت من الكلية، وطبعاً لما بتقابل حد من أصحابك أو أقرابك بيباركلك وبيسألك السؤال المعتاد:  “ناوى تعمل إيه؟”.     لو كان ليك جيش يبقى الطبيعى إنك تقضى فترة التجنيد سواء سنة أو إثنين،  أو بتاخد تأجيل أو إعفاء سواء مؤقت أو نهائى وبعد كده بتكون مستعد للدخول فى الحياة العملية.   وإيه هى الحياة العملية؟   هى إنك تعمل وتقبض مرتب وتصرف على نفسك.     سيبك من موضوع إن الحياة العملية هى تطبيق اللى إتعلمتة فى الكلية تطبيق عملى على الشغل اللى حتروحه لإن نسبة حدوث حاجة زى كده بتكون قليلة.   يمكن فى بعض التخصصات زى الهندسة أو الطب بيكون فيه بواقى من اللى إتعلمته فى الكلية بتستفيد بيه فى الشغل،  لكن برضه بنسبة قليلة جداً.
المشكلة إن فيه طلبة كتير جداً بيدخلوا أى كليات بيكون المجموع بتاعهم بيسمح بيه وخلاص ومابيكونش ليهم رؤية حقيقية فى مستقبلهم وفى الحقيقة مابيصدقوا إنهم خلصوا من الثانوية العامة بقرفها.  يمكن ثانوية الأيام دى أخف من زمان لأنها بقت على سنتين غير أيام زمان لكن برضة صعبة وبتكون سنه مليئة باتوتر.  أنا فاكر أيام ما كنت فى ثانوية عامة من إثنين وعشرين سنة كان معظم أصحابى وأهاليهم أقصى أمنية ليهم إن الواد يخش جامعة (أى جامعة) والغريب إن كان فيه كتير من أصدقائى ومعارفى كانوا متميزين فى أشياء كثيرة وأعتقد أن أى حد فيهم لو كان كمل فى المجال المتميز فيه كان ممكن يعمل فيه حاجة لكن للأسف كتير منهم بعد ما يخلص ثانوية عامة بيدرس فى كلية حاجة ماكانش متوقع إنه يدرسها وبعد ما بيتخرج تلاقية يشتغل حاجة تالته خالص مالهاش دعو لا باللى بيحبه ولا اللى درسة.

مثلاً كان فيه واحد صاحبى أيام ثانوى كان بيحب التجارة وكان عايز يبقى رجل أعمال وكان ساعات يجيب حاجات ويبيعها لأصحابة أو مثلا يحاول يسوق منتج غذائى للمحلات أو نوع شاى على القهاوى وبعدين مجموع الثانوية بتاعة دخلة تربية رياضية وتخصص فى كرة السلة (علشان كان بيلعب سلة فى النادى) وبعد ما إتخرج كان بيدور إنه يشتغل مدرب فى نوادى ويعمل ابحاث عن الرياضة ولما اقابله يحكى لى عن الإتحاد الأوليمبى وحاجات كده وقابلته بعد تقريبا ثلاث عشرة سنه وسألته أخبارك إيه عرفت إنه فاتح شركة دعاية وإعلان وقاعد فى شرم الشيخ.

واحد صاحبى تانى كان زيي بحب الكمبيوتر والإلكترونيات وكان بيحب يعمل دوائر إلكترونية ويقرأ كتب علمية وماجابش مجموع فى ثانوى فدخل معهد سياحة وفنادق خاص فى 6 أكتوبر وبعد ما إتخرج وحصل على باكالريوس السياحة فتح محل أدوات رياضية شوية لمدة سنتين تلاتة وقفله وإتجة لشغل المقاولات والوساطة العقارية ” سمسار يعنى” .

واحد صاحبنا برضه كان فنان بيحب الرسم وكان ليه حاجات حلوة فنية زى الرسم والتزيين والحاجات دى وكان بيفهم فى الألوان وتصميم الشعارات وكده وبرضه دخل معهد السياحة وبعد ما إتخرج إشتغل مع أبوة فى مصنع موبيليا وبيدير معرض الموبيليا بتاعهم وبياخد مقولات ديكور وتشطيبات وساعات “سمسرة”.

واحد زميلنا فى الهندسة، بعد التخرج إشتغل فى شركة عالمية لأنظمة الحاسبات والشركات لمدة تسع سنوات وترقى لدرجة مدير وكان بيسافر الخارج كتير ولكن قرر بعدها إنه يدخل فى عالم الأعمال وإشتغل مع أبوه فى المقاولات وعمل البيزنس بتاعة فى مجال تصدير الفاكهة والخضروات وتوسع وشارك ناس تانية من أوروبا وبعض الدول العربية.

هل ده معناه إنهم فاشلين.   الإجابة: ( لأ )    كل واحد فيهم نجح فى مجالة اللى إختاره.  صحيح إختيارة أصبح غير ما بدأ بيه ولكن المهم إنه إختار وأصبح عنده عمله الخاص اللى بيكسب منه وبيدفع مرتبات ناس تانية بتشتغل معاه.

طبعاً مش كل الناس كده ، كتير بيحاول يشتغل فى المجال اللى إتعلمه أو بيحبه.  أنا واحد من الناس اللى كنت بحب الكمبيوتر جداً من أيام ماكنت فى المدرسة وقررت إنه يكون مجالى وأنا بأعتبر نفسى ناجح فيه دلوقتى.     ولى معارف كتير برضة لما إتخرجوا إشتغلوا فى مجالهم وطوروا نفسهم وأصبحوا ناجحين ايضاً فى وظائفهم الى هى أصلاً متعلقة بدراستهم (المحاسب، الطبيب، المحامى ….)

أما الشئ الملاحظ فى اليومين دول إن شباب كتير لما بيخلص دراسته فى تخصص معين (اللى غالباً مابيكونش إختاره أصلاً) بيبقى مش عارف يشتغل إيه، وبيحاول يلتحق بأى عمل، ومع خضم العمل والمسؤليات اللى بيتحملها خطوة خطوة بيتحول إلى مستجيب لمتغيرات العمل اللى بتعتمد على لتغير الأهداف للمكان اللى بشتغل فيه ومنهم اللى بيكون عنده الموهبة والقدرة إنه يتكيف معاه ويصبح مجرد أداه فى إيد المدير بتاعة لتحقيق أهداف المكان اللى بيشتغلوا فيه ومنهم اللى مش بيلاقى نفسه ويحاول يغير مجال شغلة ويبدأ من أول وجديد.  وكتير من الشباب بيضيع سنين من حياته العملية إذا ماكانش أكتر إنه بيغير من شغل لشغل تانى ويتعلمه من أوله (أنا طبعا قصدى تغيير طبيعة النشاط مش مثلا مهندس فى شركة وراح مهندس فى شركة تانية).

غير كده كمان فى ظاهرة بتزيد سنة بعد سنة،   كتير من الشباب اليومين دول بقى مش عايز يتعب نفسة (كتير مش كلهم)  ولما بيشتغل شغلانة بيبقى مش عايز يتعب نفسه علشان أساسيتها أو فنياتها ،  عايز الحاجة تجيله لحد عنده بمعنى أصح وإنه يعمل أدنى مجهو فى الشغل، ولو فيه حاجة جديدة بيبقى عايز حد يقعد جنبه ويعلمهاله بالمعلقة  يا إما مش حيتعب نفسه ويقراها.

وبمناسبة موضوع القراءة ده، كل الناس دلوقتى معندهمش إستعداد إنهم يقروا حاجة،  ولو فيه حاجة مهمة (حتى لو بيحبها) بيبقى مش عايز يتعب نفسه ويقراها.  وأنا أعتقد إن ده له أسباب بتبتدى من أيام الدراسة  اللى بتعتمد على المذكرات والملخصات ونقاط معينة تتحفظ ويسترحعها بالكاد وقت الإمتحان زى ماهى وبعد الإمتحان كأنه عمل لها Delete  ومايفتكرش أصلاً هو كان إيه الموضوع اللى درسة أو إمتحن فيه.    وطبعاً الإنترنت اللى فيها كمية معلومات ضخمة وسهلة بتديلك المعلومة المباشرة دون الحاجة لمعرفة أصلها أو حتى البدائل.

وعلشان كده أنا بأنصح أى حد دخل فى حياته العملية أنه يبدأ الأول يشوف هو بيحب إيه فى شغلة وده ممكن ياخد منه وقت ويراقب الوظائف مثلا اللى فى المؤسسة اللى بيشتغل فيها ويحدد هو عايز يبقى إيه ويحاول يوصل له.  وعلشان يوصل له لازم يعرف متطلبات الشغلانة دى (مثلا مهارة معينة، كورسات معينة، خبرة عملية معينة …. وهكذا) ويحدد لنفسة الإطار الزمنى اللى لازم يحقق المتطلبات دى ويحدد لنفسه الهدف.  وكل فترة (ثلاث سنوات ، خمس سنوات) يراجع نفسه،  هل حقق الهدف بتاعة؟   إذا ما حققهوش يشوف ليه ما إتحققش، هل هو تقصير منه، هل الطريقة كانت غلط، هل فيه ظروف معينة منعته، ويحاول يغير الأسباب دى،  وممكن يكون من الوسائل لتغيير الأسباب أنه يروح شغل تانى حيعلمه الحاجة اللى تساعده إنه يوصل لهدفه.

لو لما راجع نفسة لقى إنه حدد هدفه ، يعمل لنفسه هدف جديد ويدى لنفسة إطار زمنى أخر وهكذا.     وأنا أنصح أيضاً إن الناس تهتم بالقراءة.    ما شاء الله اليومين دول مصادر المعلومات لا حدود لها من كتب مطبوعة أو إليكترونية أو منتديات على الإنترنت أو مقالات على الإنترنت وهكذا.      لازم نستغل الحاجات دى ياجماعة.   إحنا ماشاء الله عندنا إستعداد إننا نقعد على الفيسبوك بالساعات أو نقعد قدام الشاشة نلعب فيديو جيمز أو أونلاين جميز بالأيام ومعندناش إستعداد نقرأ أى حاجة ممك تزيد عن خمس دقائق (إذا قرأناها).   وإفتكر دايما إن مش علشان إشتغلت وبتاخد مرتب أو مظبت مع المدير بتاعك يبقى إنت كده خلاص فى الأمان، مديرك ممكن يتغير، الشركة ممكن تغير نشاطها، ممكن الشركة تقفل، ممكن يستغنوا عن ناس،  ممكن أى حاجة ….  ممكن مثلاً يبقى فيه فرصة أحسن بكتير.  واللى حيساعدك لمواجهة أى حاجة من دى هى إنك تطور نفسك بإستمرار وتبقى ملم باللى بيحصل فى العالم متعلق بشغلك والأهم من كده تطور من أدائك وكفائتك ومهاراتك.

وصدقونى ياجماعة الأهم من ده كله إنك تراعى ضميرك فى الشغل وتعمل المطلوب منك بأمانة. و إحذر فى يوم إنك لو متضايق من المكان اللى شغال فيه أو مديرك اللى فوقك تقوم تبوظ الشغل أو تعمل أقل من المطلوب أو تسبب فى خسارة الشركة أو تسوّء سمعتها أو تفشى أسرار العمل أو تسبب فى كراهية الناس لبعضها لأن حسابك حيكون عند ربنا.

وماتنساش إن ربنا هو اللى بيرزق وهو اللى بيجيب الشغل مش شطارتك وصياعتك.    الشطارة والمذاكرة والمجهود ما هى أسباب من أسباب الرزق وممكن نسميها (السعى فى الأرض).

قال الله تعالى:  ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏}

 وتذكر دائماً دائماً وأبداً:

لو إتقيت الله حيرزقك من غير ما تعرف لا إزاى ولا منين،  وخللى بالك إن ربنا جعل لكل شى مقدار معين (لا يزيد ولا يقل)

وإفتكروا ياجماعة حاجة مهمة مش معنى إن الواحد خد شهادة يبقى متعلم ،  أنا شفت ناس كتير معاها باكلريوسات ولا يفقهوا شىء فى تخصصهم حتى.      ومش معنى إنك متعلم تبقى مثقف،   أنا برضة شفت كتير معاهم شهادات ومعلوماتهم العامة بالكتير عن مين اللى كسب الدورى أو إزاى يبعت صورة من على الموبايل بالبلوتوث أو الإكسسوارات والتويترات اللى ممكن يركبها فى عربيتة ولما يحب يبهر أصاحبة بمعلوماته يقوللهم أخر نكتة.


أترك تعليقـك هنا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

التصنيفات

%d مدونون معجبون بهذه: