فاكرين أيام الثورة وما بعدها ، الخراب والتدمير والمليونيات والشتيمة والحاجات دى لغاية فيراير 2012 تقريبا؟ أنا فاكر أيام الثورة كنت قاعد مع واحد صاحبى على القهوة وطبعا كانت الأحاديث أيامها لا تخلو من أخبار الثورة واللى بيحصل وطبعاً أيامها التاس كانت بتتفسح فى ميدان التحرير ، ومحبة ظاهرة بين المسلمين والمسيحيين ، وأخبار إن النظام كان بيسرق ملايين من مصر وحترجع ومصر حتبقى غنية والناس شاعرة إن كده خلاص مصر بقت فُلّه شمعة منورة. المهم ، صاحبى قاللى الناس بقت بتحب بعض وقلبها على بعض ورديت عليه وقلتله : ده بيتهيألك … إحنا بس علشان فى أجازة ومتحمسين وشاغلين نفسنا بالثورة بتقول كده (كان قصدى بالأجازة إن كان فيه حظر تجوال عشنا فيه فترة) قاللى : ليه كده؟ قلتله : حتشوف!! يابنى الناس هى الناس مش حتتغير، وإنت عارف المصريين عموماً عاطفيين وساعات متعصبين، دايما بيبدؤا الحاجة بحماس زائد وبعدين ينسوا، وبكرة تشوف.
الفترة اللى بعدها تقريبا من مارس 2011 لغاية فبراير 2012 كان فيها حاجات غلط كتير ، طبعا كلنا فاكرين المليونيات ، والمظاهرات والإضرابات ودخلنا فى مرحلة الإعتصامات ثم التخريب والشتائم مرورا بأعمال البلطجة والإنفلات الأمنى وناس كتير بدأت تفوق وتعرف إن فيه حاجة غلط بتحصل وشايفة إن فيه أمور بتتفاقم وأصلاً مش عارفين السبب الحقيقى لها. غير ناس كتير فجأة أصبحوا بيفهموا فى السياسة ، وسبحان الله – إكتشفوا مقدرتهم على التحليل السياسى وموهبتهم فى تقديم الإستشارات السياسية والإعتراض على طريقة إدارة البلاد.
إحنا طبيعتنا إننا عاطفيين ومتطرفين. متطرفين إزاى؟ يعنى لما نحب حاجة نحبها بزيادة أوى، ولما نكره حاجة نكرهها بزيادة وساعات مابنعرفش إحنا بنحب الحاجة دى ليه وللا بنكرهها ليه. وغير كده كمان ، إحنا كمصريين نحب أوى أوى إننا نسلّم عقلنا لحد غيرنا، يعنى بمعنى أوضح مابنحبش نتعب نفسنا في حاجة حتى فى التفكير وممكن أى حد يوجهنا لشىء إحنا مش عارفينه ويخلينا مؤمنين بيه ونتعصب له. والحد ده مش أى حد، ده لازم يكون فاهم المصريين كويس وعارف إزاى يوجههم. التوجيه ده غالبا بيكون بإشاعة معينة ، أو بدغدغة العواطف أو اللعب على وتر الفقر والعوز أو اللعب على الوتر الدينى. وغالباً اللى بيبقى فاهم يعرف إن معظم المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين متدينين ولو حد دخّل فى دماغة إن شىء معين حيكون ضد دينه حتلاقيه إنتفض ليدافع عن دينه ، حتى لو الشىء ده مش حقيقى أو مش موجود أصلاً.
الثورة اللى حصلت دى خلت فئات معينة تحت الأضواء وظهرت ولمعت وكسبت حاجات كتير برضه. بتوع 6 إبريل، وإئتلاف الثورة ، والألتراس ، والإشتركيين الثوريين، وفقاقيع كتيير جنبهم زى ممدوح حمزة وبثينة كامل والحاجات دى. لكن من أهم اللى الجماعات اللى طلعت بقوة مع إنها موجوده من زمان كانوا الإخوان والسلفيين اللى لازم نعترف إنهم كانوا بينظّموا صفوفهم وواضعين الأهداف فى نفس الوقت اللى كان فيه الشباب الثورى وراكبيهم شاغلين نفسهم بميدان التحرير ومحمد محمود وضرب الشرطة وشتيمة الجيش وأغنية “يسقط يسقط حكم العسكر” وفاكرين إن مصر بطولها وعرضها والتسعين مليون اللى ساكن فيها عبارة عن ميدان التحرير وماسبيرو. أنا مش قصدى إساءه للشباب الثورى لما قلت راكبيهم، لكن أنا قصدى اللى إستفاد من اللى كانوا بيعملوه علشان يكسب له حاجة من أشخاص وإعلام. أيوه الإعلام ركبهم وإستغلهم ومذيعين كتير إشتهروا وكسبوا فلوس كتير على قفا الثوار.
وفى نفس الوقت الإخوان والسلفيين بيشتغلوا ويخططوا وحطوا أهدافهم، وفجأة الناس لقتهم خدوا أغلبية البرلمان ، ومع ذلك فضلوا متمسكين بدماغهم لغاية لما لقوهم بيجهزوا لكتابة الدستور. وياعينى إكتشفوا فجأة إنهم كده حيبقى تحت مظلة دولة دينية وفجأة إكتشفوا إنهم مش عايزيين كده. ياسلام، مش الناس اللى كانت عايزة كده، وهرولت لإنتخاب الحرية والعدالة والنور؟!!! أمال إنتم إنتخبتوهم بمناسبة إيه؟ واللى ماإنتخبهمش وكان شاغل نفسه بالميدان وضرب الشرطة بالمولوتوف والحجارة وتهييج الرأى العام وتهييج الثوار، خد إيه فى الآخر، أكيد حياخد خازوق.
أترك تعليقـك هنا