Posted by: Zedan | 20/02/2011

أيام الثورة

مش عارف أبدأ إزاى، لكن أنا حاكتب زى ما يجى على بالى، وكمان حكتب باللغة العامية علشان أكتب بسرعة ومأنساش حاجة.

على فكرة أنا هنا مش بوثق أحداث الثورة نفسها، طبعا أنا ماكنتش فيها وفيه مواقع تانية وناس أقدر منى على توثيق الأحداث، ولكنى بحاول أسجل أشياء كنت بشوفها أو بسمعها وبجمع حاجات فى مكان واحد علشان نستفيد بيها فى المستقبل.

النهاردة يوم الثلاثاء 15 فبراير 2011 يعنى بعد أربع أيام من تنحى الرئيس مبارك يوم 11 نتيجة الثورة اللى قامت يوم 25 يناير.  كنت أتمنى أن اكتب من بدايتها ولكن زى مالناس عارفه إن النت كانت مقطوعة لمدة خمس ايام بجانب إن يوم 25 يناير كان بالنسبه لى يوم عادى وكنت طبعا سمعت إن فيه مظاهرة حتطلع من الشباب للأحتجاج وكانت أيامها بتوصف بأنها “وقفه إحتجاجية” وعلشان أكون أمين مكنتش مهتم بيها أوى، ما أحا قبل كده شفنا 6 إبريل وشفنا الإحتجاجات الكتير اللى كانت عند مجلس الشعب وفى النهاية برضة ماحصلش حاجة، لكن بصراحة لقيت إن الأعداد اللى راحت هناك كانت أكبر من توقعى ويمكن أكبر من توقع أى أحد ويومها كنت بتابع أخبارها على الفضائيات وعلى الفيسبوك ومواقع الأخبار زى المصرى اليوم ومصراوى. 

فى اليوم ده كان الموضوع عادى ، ناس واقفة وبتحتج وشعاراتها مطالبة بحقوق سياسية وإجتماعية وماكنش فيه مشاكل، وحتى إنى قريت فى المواقع أن هناك تلاطف بين المتظاهرين (أو المحتجين) والشرطة فى بداية التظاهرات، وكنت مقتنع إن على آخر النهار الدنيا حتنفض وكل واحد حيرجع بيته،  لكن الحقيقة لاحظت أنهم مكملين وقاعدين لغاية باليل وأفتكر إن فى اليوم ده قريت فى المصرى اليوم على الساعة واحدة صباحا تقريبا أن الشرطة نفذ صبرها وفرقت المتظاهرين وأنهت المظاهرات فى “عشر دقائق” بعد قيام البعض بالإعتداء على الشرطة بالحجارة وظننت أن الموضوع إنتهى على كدة،  واللطيف إن اليوم ده كان موافق عيد الشرطة وكان أجازة رسمية (مما ساعد على زيادة عدد المحتجين)

ولكن فى تانى يوم الصبح إكتشفت إن الشرطة ما أنهتش المظاهرات ولا حاجة ،  يوم 25 يناير كان يوم ثلاثاء وبعدها يومى الأربع والخميس كانو أيام عادية والناس راحت الشغل عادى وكانت المشكلة منحصرة فى ميدان التحرير وأماكن أخرى فى وسط البلد وفى الأسكندرية والسويس وفى الفضائيات والمواقع بيقولوا إن يوم الجمعة حيكون مسيرة مليونية تم الدعوة إليها،  وعلى ما أتذكر إن الإنترنت إنقطعت يوم الخميس باليل وبدأنا نرى مشاهد رجال الأمن فى الزى المدنى وهم بيضربوا الناس وإطلاق الخرطوش والرصاص المطاطى وشعار “الشعب يريد إسقاط النظام” بدأ يعلو.

أثار الحجارة والضابط يطلق الغاز

يوم الجمعة بقى بعد الصلاة الناس بدأت تتوافد على الميدان بأعداد مهوله وألأحداث بدأت تتولى بطريقة سريعة، والفضائيات بدأت تنقل صور الشرطة وهى بتضرب الناس بالهراوات وبالغازوبخراطيم المياه والناس بتزيد أكتر وإصرارها بيزيد وكنت قاعد قدام التلفزيون مش مصدق تسارع الأحداث.   قبل يوم الجمعة مكانش فيه حد من المعارضة له صوت واضح وماكنوش باينين أوى، والبرادعى كان بيتكلم من بره، وفجأة لقيناه فى مصر ويوم الجمعة بعد الصلاة ظهر وسط الناس.  طبعا كانت فرصة عظيمة أنه يظهر فى الوقت ده ما هو أصلا ماكنش بيبان قبل كده وطبعا ظهورة حيزود من شعبيته اللى كانت بدأت تضيع.

البرادعى

فى الوقت ده الفضائيات بدأت تركز على مصر وأصبحت تغطيتها للأحداث على مدار 24 ساعة وخصوصاً قناة الجزيرة اللى كل ثانيتين تكتب خبر عاجل ألعن من اللى قبله. ومنها إن الأمن فرض الإقامة الجبرية على البرادعى وفرض حظر التجوال على القاهرة والإسكندرية والسويس.  الصور فى التليفزيون كانت بتبين عدد الناس المهول اللى حضر علشان يشارك فى المظاهرات.  أنا بصراحة ماكنتش مصدق اللى شايفه فى التليفزيون لكنى أنا وكتير من اصحابى كنا متأكدين إن اليوم ده حيجى.  البلد أصبحت مليانة فساد علنى وبجح والناس فاض بيها وكان لازم الوضع ينفجر.  مش بس الناس الفقيرة واللى مش لاقيه تاكل ولكن برضة جزء كبير من الناس المتيسرة واللى شايفين إن البلد أصبحت فاسدة وريحتها فايحة.

فى اليوم ده الشرطة بدأت تفقد السيطرة على الأعداد الكبيرة اللى ماكانتش متوقعاها وبقت بتضرب رصاص حى وخرطوش على المتظاهرين لكن الناس من غضبها أصبحت فى معركة بقاء مع الشرطة وبقت بتحرق سياراتها وتضرب جنودها والشرطة إضطرت تنسحب (أو بالأحرى تخلع)  والملاحظ هنا إن بالغم من قطع الإنترنت وشبكات التليفون المحمول علشان الناس متقدرش تتواصل مع بعض لكن برضة الناس كان بينها تناغم غريب.

اللجان الشعبية

فى خضم هذة الأحداث تناقلت الأنباء عن المساجين اللى هربوا وعصابات السرقة المنتشرة فى البلد وعمليات السطو وضرب النار ومهاجمة المواطنين كان هناك مناشدات من القنوات للناس أنهم يحموا نفسهم وبيوتهم وممتلكاتهم ولقيت مجموعة من الناس فى منطقتنا فى الشارع بتنادى الناس إنها تنزل علشان نحمى المنطقة بتاعتنا،  أنا بصراحة طلعت البلكونة ولما سمعتهم لقيت نفسى لا شعورياً  بلبس هدومى وواخد عصايا فى إيدى ونزلت تحت.  أول منزلت لقيت مجموعة شباب من المنطقة والعمارات اللى حوالينا، كنا حوالى 30 واحد وفى خلال ساعة كنا حوالى 200 واحد واقفين فى الميدان اللى جنبنا وعملنا حواجز واللى جاب سكينة واللى معاه طبنجة وكان عندنا إستعداد نضرب أى حد يحاول يدخل عندنا. والشباب بدأوا يفتشوا العربيات ويتحققوا من الرخص.  كنا بنسمع ضرب نار قريب مننا وعرفنا بعد كده أنه من الحرس الجمهورى الل فى قصر القبة وقصر الطاهرة ولاحظنا إن كان فيه موتيسكلات بتيجى تحوم من بعيد وتلف وترجع تانى ولقينا عربيتين نصف نقل محملة ناس لما جت وشافتنا من بعيد ولقت عددنا كبير ومستعدين وحاولنا نجرى عليهم علشان نمسكهم رجعوا للخلف وهربوا.  والقسم عندنا فى أول يوم قبل ما ننزل ونعمل لجنة شعبية كان دمروه وحرقوه وسرقوا كل حاجه فيه بالسلاح بالأحراز بكل حاجة حتى الحنفيات.    الحال ده عندنا إستمر حوالى ثلاثة أو أربع أيام.  فى اليوم الأول طبعا كلنا عارفين إن ماكنش فيه شرطة وكان الجيش لسة معملش إنتشار كامل وفى اليوم التانى جت مدرعة واحدة وفى اليوم التالت جت مدرعتين تانيين ودبابة فى ميدان قصر الطاهرة وإستمروا حوالى 3 ايام وبعد كده المدرعات مشيت وفضل الدبابة بس.

الغريب جدا إن فى خضم الأحداث دى وطبعا كان فرض حظر التجوال قد أعلن لم يظهر أى مسؤول سواء كان كبير أو صغير ويقول أى كلمة، ولو إنى كنت متأكد أن لو الرئيس مبارك كان طلع فى أى يوم من الأيام الثلاثة الأولى وهدى الناس كان ممكن ميحصلش ده كله، لأ وإيه الحاجة الوحيدة اللى نظيف (البارافان كما أسميه) قالها فى الصحف أنه طلب من حبيب العادلى حماية المنشئات الحكومية!   بالذمة ده كلام يعنى بدل مايطلع ويقوا أى حاجة تهدى الناس تقول كده بس.  المهم على باليل الناس كان مطالبها أن يسقط النظام ولللأسف حسنى مبارك ماطلعش إلا على الساعة 12 باليل وقال كلام كتير عن حياته والعمل العام لمدة 60 سنة والوطن الذى حارب لأجله، وإنه طلب من الحكومة أن تستقيل.

أنا بصراحة الخطاب أثر فى وعينى دمعت علشانة وبأنا نرى بعض المسيرات المؤيده له ،  فى المنطقة بتاعتنا على الساعة 2 باليل كان مسيرة تقريبا 100 أو 200 واحد بيؤيدوا حسنى مبارك ( ولا أخفى عليكم إنى كنت متأكد إنها متأجرة – يعنى مدفوعلها فلوس علشان تعمل كده – كان باين عليهم أوى) .  بعدها بعشر دقائق سمعت فى التليفزيون المصرى عن آلاف من الجماهير راحت التحرير لتأييد السيد الرئيس، بصراحة كانت حاجة غريبة جداً، التليفزيون زى مايكون كان عنده خبر مسبق بأن الناس دى حتطلع وزى مايكون كان مستنى يعلن الخبر ده بعد خطاب الرئيس بشوية، وغير كده كمان كنت مستغرب إزاى الناس المؤيده دى جمعت نفسها بسرعة كدة ومشيت مع بعض وظهرت فى التحرير فجأة وباليل متأخر كمان.  وطبعا تانى يوم حصل يوم الأربعاء الأسود اللى كلنا عارفينة.

يوم الأربع ده الصبح نزلت أشترى حاجات فى مصر الجديدة ، لقيت مثلا شوية ناس فى الكوربة لابسين شيك ونظارات شمس ولاد وبنات شيلين صور حسنى مبارك وكاتبين كلام عن تأييده،  طبعا من غير هتافات أو شعارات (يعنى كانت وقفة شيك) وعددهم ماكنش يكمل 20 أو 30 شخص وكانوا واقفين فى مكانهم مكتفين بأنهم يوروا الصور والكلام للناس اللى ماشية وراكبة السيارات.  لم أعرهم أى إهتمام. لكن كان فيه أعداد كبيرة فى مصطفى محمود بتؤيد مبارك.  وأنا راجع فى العربية سمعت فى الراديو بيقول “أنباء” عن إحتكاكات بين مؤيدين الرئيس ومعارضيه.  ولما رجعت البيت شفنا بداية الإحتكاكات فى التليفزيون وبعدين مهزلة الحصنه والجمال وبعد كده بقى المعركة الحقيقية بين الطرفين بالحجارة والمولوتوف لغاية الصبح،   وصور القناصة وهى بتضرب نار من فوق العمارات (وملوتوف برضه) طبعنا كلنا فاكرين لما كانت قنوات الأخبار فى العالم كله كانت شغالة 24 ساعة على ميدان التحرير فقط.   طبعا كانت حاجة غبية تدل على إن اللى خطط لها متخلف وجاهل وغبى وحمار إنه يأجر بلطجية علشان يمثلوا تأييد حسنى مبارك ويضرب الناس بالحجارة والملوتوف والسكاكين والرصاص و “الجمال” .   بصراحة مش راكبة على بعض إن المؤيدين لمبارك والداعيين “للإستقرار” يعملوا الحاجات الهمجية دى.  لدرجة إن فيه بعض المدرعات وصلها الحرق والتدمير.

موقعة الجمل

الناس بتكسر طوب لحماية نفسها من البلطجية

الصور فى التليفزيون كانت من بعيد و فى مكان واحد فى ميدان عبدالمعم رياض لكن طبعا بعد كده شفنا على اليوتيوب حاجات كتير.  الحقيقة الناس اللى فضلت فى الميدان وصممت على التصدى للبلطجية كان حاجة ملهمة جدأ.  أنا مكنتش مصدق أن ممكن الشباب دول يعملوا كده،  مع الملاحظة إن الناس دى اللى وقفت وضربت وهاجمت معظمهم مش من الشباب الأولانيين اللى إتجمعوا عن طريق الفيسبوك.    فعلا الناس دى سواء كانوا شباب أو رجال أو حتى نساء المصريين كلهم مدينين ليهم باللى التغير اللى حصل ومكناش نحلم بيه.  الناس دى كان عندها إصرار وحتى لما مبارك أقال الحكومة وقال إنه مش حيرشح نفسه وجاب شفيق وعمر سليمان كانوا برضه مصرين على التغيير.

الجيش بيحاول يفصل بين المتظاهرين والمؤيدين

طبعا الأحداث اللى بعد كده معروفة وطبعا جمعة الرحيل اللى كان فيها ملايين وطلع فيها مبارك وكان الشعب متوقع إنه حيمشى ولكن الخطاب كان غريب ومحبط وإستفز الناس لدرجة إن كان فيه مسؤول فى قصر الرئاسة قال من الحمار اللى كتب الخطاب ده وكمان كان طويل و ممل وبرضه مرضاش الناس،  والناس برضه كانت مصرة.  أنا بعترف إنى كنت بقول خلاص بقى اللى كنا عايزينه حصل والمفروض الناس تمشى والحياة ترجع لطبيعتها ولكن الناس كان عنها إصرار غريب لدرجة إنهم بدئوا يتحركوا لمصر الجديدة علشان يوصلوا لبيت الريس ليطالبوه بالرحيل وتانى يوم الإحتجاج إنتقل من التحرير لمصر الجديدة وعمالين بيقولوا الجمعة العصر حنروح نجيبك من القصر. بصراحة الوضع كان غريب ومحدش كان قادر يتكهن أو يتوقع إيه اللى ممكن يحصل.  فى المساء صدر بيان من المجلس الأعلى للقوات المسلحة يفهم منه أنه فى حالة إنعقاد دائم لإدارة شؤون البلاد.  طبعا كانت حاجة غريبة ومعظم الناس ماكنتش تعرف إن فيه حلجة إسمها المجلس اعلى للقوات المسلحة.

هو صحيح ماقلش بالعبارة الصريحة أنه هو الحاكم الآن لكن فى التليفزيون ظهر المجلس من غير مبارك أو النائب بتاعه اللى عينه فى الأزمة “عمر سليمان” وأتذكر أن الجزيرة جابت لواء سابق فى المخابرات الحربية وسألوه عن رأيه فى البيان فقالهم بخبرتى ومن اللى شايفه إن الرئيس أو النائب بتاعة أو مسؤل الأمن القومى غير متواجدين فى الإجتماع معناه ان المجلس الآن هو الحاكم وأن مبارك لن يدير شؤون البلاد من الآن.  طبعا كانت البلد فى حالة غريبة وبلبلة وعدم فهم،  البيان ده طلع فى مساء جمعة الرحيل،  يمكن على الساعة 7 م تقريباً،  بعدها بحاولى ساعتين أو ثلاثة التليفزيون المصرى قال أن هناك بيان مهم من رئاسة الجمهورية بعد قليل،  وده زود حالة عدم التأكد، إلى أن القى عمر سليمان البيان القصير جدا وقال فيه أن الرئيس تخلى عن الرئاسة،  وعندها إنتهى النظام وتحقق مطلب الشعب.

وبدأ العصر الجديد، اللى حتكلم عنه كتير.


أترك تعليقـك هنا

التصنيفات