التاريخ منتصف مايو ٢٠٢٢. عز فصل الربيع والجو حلو. وبما إن الواحد مش قادر يسافر بره مصر اليومين دول سواء علشان الميزانية مش سامحة او الوقت ضيق ، قررت انى اعوض شغفى للسفر والسياحة بإنى اعمل سياحة داخلية. ليه لأ ، احنا عندنا فى مصر اماكن جميلة مكن الواحد يسافر ويستمتع فيها. فكرت ليه الواحد مايطلعش كل ويك إند مثلاً اروح مدينة من المدن او وجهة سياحية من الوجهات العديدة فى مصر.
وقررت ابدأ بمدينة الاسكندرية. وطبعاً اسكندرية روحتها مئات المرات وعشت فيها فترة كمان وعندى اقارب هناك. لكن المرة دى قررت ان ازورها كسائح بيستكشف البلد. وان شاء الله دا حيكون اول بوست من مجموعة البوستات لكل مدينة حزورها. وعلشان ماعنديش وقت كتير للزيارة ححاول اكتب الزيارة على اكثر من بوست، كل زيارة ليها بوست.
ابتديت التخطيط بأنى دخلت جروبات الفيسبوك بتاعة السفر والسياحة. وقرأت البوستات اللى الناس شاركت فيها رحلاتهم للاسكندرية ونصائح وترشيحات الاماكن. وكتبت فى ورقة الحاجات اللى معظم الناس اتفقوا عليها. وبعد ما حددت الايام اللى حطلع فيها حجزت ليلتين فى فندق لطيف ومش غالى جبت بيناته عن طريق بوكينج، وحجزت تذاكر القطار اونلاين من على موقع سكك الحديد المصرية ذهاب وعودة
اليوم الإول:
توجهت لمحطة مصر فى رمسيس ووصلت قبل الموعد بساعة الا ربع طلعت فوق فى الفوود كورت وقعدت فى الكافية اللى فوك اشرب حاجة وطلبت فطار كان عبارة عن اومليت وكرواسون وقعدت شوية لغاية مايجى موعد القطار. المكان ماكنش وحش بل بالعكس يعتبر حاجة واو بالنسبة لمحطة مصر زمان. لو حد زيى ماقعدش فى محطة مصر من اكتر من ٢٠ سنة حيعرف الفرق الجبار بين المحطة الآن وزمان وكمان اصبحت منظمة اكثر وماحدش بيدخل الا لو معاه تذكرة. طبعاً شئ كويس جداً علشان الزحام اللى مالوش لازمة والباعة الجائلين والاهم الناس اللى كانت بتركب من غير تذاكر. بصراحة المحطة اصبحت هادية وحضارية اكتر. المهم نرجع للكافيتيريا الاساسية هناك اللى كنت فيها، المساحة واسعة والقعدة كويسة للمسافرين لكن كان فى مشكلة هناك ان الذباب كثير ودى كانت اكثر حاجة مضايقانى لأن الذباب لما بيكون كثير بيخلى الواحد يقلق من نظافة الأكل والمكان عموماً.







قبل موعد القطار ب ١٠ دقائق نزلت سألت على الرصيف اللى المفروض اركب من عليه ، لقيت واحد من الموظفين وسألته وكنت طابع حجز التذكرة من على الانترنت. شاف الورقة وقاللى : قطر ٨٩ ؟! هو انت ملقيتش غير القطر دا تحجز عليه؟! انا طبعا اتخضيت 😳 وقولتله ايه ياباشا فى ايه. قاللى دا بيجى من قبلى وبيتاخر ومش حيجى دلوقتى. سألته اعمل ايه، قاللى روح لناظر المحطة ممكن يأشرلك تركب قطر تاتى قبله (مع ان المفروض ان مقيش اماكن فاضية فى قطارات اخرى لما كنت بحجز من على الموقع). المهم روحت لناظر المحطة وسألته، قاللى القطر دا حيجى الساعة ١:١٥ (يعنى متأخر ساعتين عن ميعاده). وقاللى خليك فيه احسن علشان القطار اللى قبله بيقف مراكز وحيطول. فرجعت تانى زى الشاطر للكافيه اللى كنت فيه. وقولت اشوف باقى المكان هناك. لقيت فوق طرقه طويلة فيها اماكن لمحلات وكافيهات. لكن للاسف معظمها مغلق. ماكانش هناك غير مطعم جاد كان لسه بيتجهز ، ومحل بن صغير وبيعمل قهوة ، ومكان حجز تذاكر ال VIP. والاهم من كدا الحمام. دخلت الحمام وبصراحة لقيته انظف من الحمامات بتاعة المحطة زمان بكتير. هو ماكنش ٥ نجوم يعنى لكن نظيف كفاية ان الواحد يدخل فيه وهو مطمئن 😄. ورجعت تانى للكافيتيريا لغاية مايجى القطر بتاع قبلى دا. ولما موعد القطار وصل نزلت للرصيف بتاعه واستنيت تقريباً ٥ دقائق ودخل المحطة وركبته.




بصراحة القطار ماعجبنيش أوى، بس ماشى. بعد ٣ ساعات وصلت سيدى جابر و توجهت لفندق اسمه ترانزيت اللى كنت حاجز فيه. بعد ما عملت ال check in نزلت اتمشيت على البحر شوية ورحت مطعم اسماك كلت اكلة سمك خفيفة.


المطعم اللى روحته فى منطقة بحرى وبعد ما خلصت قولت اتمشى على البحر فى اتجاه رجوعى لمحطة الرمل لكن لقيت الدنيا زحمة اوى و ما كنتش مستمتع بالتمشية، فقولت اروح ناحية كوبر ستانلى اتمشى هناك شوية. وقفت تاكسى ورحت هناك ونزلت نفق المشاة علشان اعدى الناحية التانية واروح الكوبرى واكتشفت انهم قافلين الكوبرى للمشاة وافراد شرطة واقفين قافلين الكوبرى. وسألت ناس هو الكوبرى مقفول؟ 🙁 قالولى دا من اربع سنين علشان حصل عليه حوادث بسبب سرعة السيارات. ولاحظت ان فى ناس كتير بيتمشوا وواقفين فى المنطقة بتاعة الشاليهات اللى هناك ولاحظت ان فى شباب كتير بكاميرات بيصوروا الناس بمقابل. ومعظم اللى بيتصورا ولاد وبنات بياخدو صور مع بعض للذكرى 😄 والمصور يقولهم اقفوا كدا ، حطو اديكو كدا ، طلعوا رجليكو كدا … 😄😄 انا بصراحة كنت مندهش ان الموضوع دا لسه موجود لأن الناس كلها بقت فى جيبها موبايلات بكاميرات ويقدروا يعدلوا فيها ويشاركوها فى دقائق وياخدو بدل الصورة عشرة. فكرونى بأيام السبعينات والثمانينيات على البحر كان المصور ياخد الصورة ويرجعلك بعدها ب ٣ ساعات علشان يسلمك الصورة. الظاهر انهم حابين يعيشوا الحالة. وكانوا كتير على فكرة.

المهم بعد ما اتنكدت ان مفيش تمشية على الكوبرى قولت اخد تاكسى اروح بيه لغاية المنتزة ويرجعنى محطة الرمل وفعلا عملت كدا وكان الاندهاش …
انا لقيت كورنيش غير الكورنيش اللى فى ذاكرتى. اخر مرة مشيت على الكورنيش من ناحية المنتزة وخالد بن الوليد ومصطفى كامل والناخية دى كان من ١٠ سنوات تقريباً ولما روحت هناك المرة مالقيتش الكورنيش اللى اعرفه. اساساً ما شوفتش الكورنيش من كتر الكافيهات اللى عليه. بصراحة بقى فى كافيهات كتير وشكلها حلو وواضح انها ستايل عالى لكن المشكلة انا كنت رايح لمكان كان فى ذاكرتى والمكان اتمسح دا غير اماكن جديدة كبيرة مستحدثة وكبارى وتغيير كبير. يعنى مثلا العمارات بتاعة مصطفى كامل المنطقة امامها اتغير خالص وبقى فى كوبرى امامها مغطى عليها وفندق ضخم لسة تحت الانشاء وفندق جديد بتاع القوات المسلحة. والمحلات والمطاعم والكافيهات على الناحية التانية بقى كتير جدا واضواء كتير ☹️ احساس غريب مزيج من فضول ورغبة فى زيارة الاماكن الجديدة واختبار القعدات الجديدة وفى نفس الوقت شعور بالضيق والحزن على على الصور اللى كانت فى خيالى اتمسحت. انا بحاول اتخيل شعور الناس الاى ساكنه هناك بعد ما كان الڤيو بتاعها على البحر اصبح على كافيهات وباركنج للعربيات وكبارى وميكروباصات. انت صورت كام صورة لكن لقيتهم بالليل مش باين منها حاجة، فقلت لو رحت بكره تانى اصور صور اوضح. رجعت بعد كدا للفندق ونمت استعداداً لليوم الثانى.
اليوم التانى:
صحيت الصبح بدرى (مانا كنت نايم بدرى 😄) وطلعت البلكونة اتفرج على البحر وكانت الشمس لسه بتشرق وكان الفيو لطيف. طلبت شاى وشربته فى البلكونة ودخلت استعديت لليوم الثانى.
نزلت من الفندق الساعة ٨:٣٠ صباحاً ورحت مطعم ديليس علشان افطر هناك. الفندق دا كان ناس نصحت بيه على جروب Travellers Experience على الفيسبوك، فقلت اجربه ورحت هناك.
هو المفروض انه محل حلويات لكن لقيته مطعم كبير والاكل فيه ستايل يونانى والقعدة كانت لطيفة وفى مكان بره بس انا قعدت جوه. الستاف هناك ودود وطلبت اكبر فطار عندهم 😋 وكان يستاهل، الاكل حلو الجو حلو



بعد ماخلصت طلعت وقفت شوية على البحر هناك فى محطة الرمل. طبعا كان لسة الصبح والدنيا مازدحمتش اوى. واخدت شوية صور لكن لاحظت ان البحر بقى انظف شوية من زمان والصخور والارض تحت المية بقو باينين. مش عارف هل طول عمرهم كدا وللا انا اللى بيتهيألى، بس على ما اتذكر ان البحر فى اسكندرية زمان كان دايما لونه غامق من التلوث.
وطبعا لاحظت طبعا كمية البلوكات الاسمنتية المنتشرة على طول الكورنيش وطبعا دا بسبب ظاهرة نحر الشاطئ اللى بتعانى منه الاسكندرية زى مدن كتير فى العالم.


بعد كدا روحت قلعة قايتباى. اول مرة اشوفها من الداخل. زمان أوى رحتها بس كنا بنقعد بره عمرى ما دخلتها. عموما هو مكان حتقضى فيه ساعة بالكتير. مافيهاش حاجات اثرية بالمعنى المعروف او نماذج او صور مثلاً، مفيش حتى كلام مكتوب بيشرح التاريخ او حياة الجنود فيها كان ازاى، لكن عموما كان شئ جديد انى اشوف ازاى زمان كانو يقدروا يبنى مبنى محصن متعدد الطوابق من صخور قوية واعتقد ان التصميم المعمارى ايامها كان متقدم والتهوية واستغلال ضوء النهار كويس. لكن بصراحة كنت منتظر اشوف اكتر من كدا. التذكرة ب ٣٠ جنية. وطبعا الاطفال والاجانب اسعار اخرى.
عجبنى فيها شغل الحجر والدقة فى المقاسات والارضيات. اكيد ايمها ماكنش عندهم ادوات مساعدة زى اللى موجودة اليومين دول ومع ذلك المبنى معمول حلو وقوى واكثر من طابق. وعجبنى برضه شغل الحجر الاى معمول فى السقف. الصنايعية عندهم كانوا شاطرين 😉





















بعد كدا روحت متحفين صغيرين اوى للاحياء البحرية، الاول للاحياء البحرية المحنطة فى مجموعة من المحنطات للاحياء البحرية الى بتعيش فى البحر المتوسط والاحمر وبعض الطيور المهاجرة او اللى بتعيش بالقرب من البحيرات فى مصر. وكمان فى هيكل عظمى لحوت كبيير كان مكتوب انه لقوه سنة ١٩٣٦ على ما اتذكر.






















دى مش كل الصور لكن اهم الصور اللى صورتها. تذكرة المتحف دا ب ٥ جنية للمصريين. بعد كدا رحت المتحف الثانى. برضه صغير جدا لكن فى مجموعة من الاحواض وفيها انواع مختلفة من اسماك البحر الابيض والاحمر او اسماك نيلية. كان فى بعض الأسماك الوانها جميلة. وكمان كان فى مجموعة من سلاحف البحر وسلاحف المياة العذبة وتمساح نيلى صغير. بصراحة مالقتش فى حاجة نادرة تتصور فااكتفيت بالفرجة بس. التذكرة كانت ب ٦ جنية.
بعد كدا ركبت تاكسى ورحت مول سان استيفانو اتمشيت شوية وقعد فى كافيه شربت حاجة ورجعت الفندق غيرت واتشطفت وبعد المغرب نزلت روحت كبدة الفلاح فى محطة الرمل علشان ادوق ساندوتشات الكبدة اللى الكل بيتكلم عنها. لقيت المطعم زحمة جدا، مش عارف هل علشان كان يوم خميس ودا الطبيعى؟ المهم ما لقيتش مكان اقعد فيه فاخدت ساندوتشات تيك اواى ورجعت بيها الفندق. بصراحة مالقيتهاش حاجة واو اوى. هى الكبدة اسكندرانى طبعا وطعمها حلو لكن الساندوتشات تقريبا نفس الساندوتشات الى فى عربيات الكبدة فى وسط البلد. بصراحة كدا انا شايف انها مش حاجة الواحد يخطط مخصوص انه يجربها، مافيهاش حاجة مبهرة.
فضلت انى اكمل الليلة فى الغرفة فى البلكونة. كان الهوا والفيو جميل جدا. ونمت وفى الصباح صحيت وعملت check out وسبت الشنطة فى الريسبشن ونزلت اتمشيت شوية فى محطة الرمل وبعد كدا قعدت على الكورنيش اتأمل البحر اللى بقالى سنين كتير ماقعدش عليه وبعدين قعدت على قهوة مودرن شوية على البحر (مش فاكر اسمها ايه 😊) وشربت قهوة وبعدها قهوة وكان الهوا تحفة مع منظر البحر.
بعد كدا رجعت اخدت الشنطة ورحت محطة سيدى جابر للرجوع، وانبهرت من التغيير اللى حصل فى المحطة. اخر مرة رحت نحطة سيدى جابر يمكن من ٣٠ سنة وكانت متواضعة جدا، لكن المرة دى لقيتها عاملة زى ماتكون مطار صغير و٣ ادوار 😳 وفى زى مول صغير فوق بس لسة مش كل المحلات شغالة وقعدت شوية وشربت حاجة لغاية موعد القطار.






القطار اللى كنت راجع فيه كان احسن وانظف بكتير ، مع انه رايح اسوان برضه وكان رقمه ٨٨. والحمد لله وصلت القاهرة وروحت.