فى مقالة عن تعريف الماسونية. ذكرت أن الماسونية نشأت مع ما يسمى بفرسان الهيكل الذين حاربوا المسلمين مع الصليبيين وفرسان الهيكل كانوا يدعون فى الأصل بفرسان المعبد وهو تنظيم نشأ منذ مايقرب من قرنين فى العصور الوسطى وكانوا مؤيدين من الكنيسة الكاثوليكية فى العام 1129 وإذداد عدد أعضائة وقوتة بسرعة. فرسان المعبد كانوا يتميزون بعبائاتهم البيضاء التى عليها صليب أحمر ضمن أكثر الفرق كفاءة فى الحروب الصليبية وكان أعضاء هذا التنظيم من غير المقاتلين يدير بنية إقتصادية واسعة فى العالم المسيحى ويبتكر طرق مالية جديدة كانت بدايات تشكيل نظام إقتصادى كان نواة لنظام البنوك الآن. ولم تساهم أي هيئة أو سلطة من سلطات العصور الوسطى بتمكين الرأسمالية ونموها وتماديها كما ساهم فرسان المعبد في ذلك.
نشأتهم:
كان التجار القادمون من الشرق يقصّون الكثير من القصص والحكايا حول الثروة الكبيرة التي يمتلكها المسلمون، حول الفاكهة الغريبة التي لم يسمع عنها الأوربيون، حول الملابس المزركشة والكنوز التي ينعم بها الشرق، وهذا كان الحافز الرئيسي التي غذّت الحروب الصليبية. ولم تدخر الباباوية جهداً في تطويع كل طريقة ممكنة لزيادة عدد الجنود والموالين، وتجنيد حتى المجرمين والآثمين ممن طردوا من رحمة الكنيسة كجنود في هذه الحملات الصليبية، وذلك بتقدم ضمانات لهم بغفران ذنوبهم (صكوك الغفران ) فقط إذا ما حاربوا من أجل المسيحية. وفى الحرب الصليبية الأولى 1099 التى بدأها البابا أوربان الثانى بدعوة المتطوعين من الغرب لهدفين: لصد الغزاة الأتراك فى بلاد الشام ولحماية مدينة القدس “الخائفة” من الحكم الإسلامى. ولكن الحقيقة أن الباباوية وضعت في ذلك الوقت خطة مركبة من الاحتلال والاستعباد، بهدف الحصول على حصة كبيرة من ثروة الشرق، وبالتالي قوة سياسية أكبر. وهنا دخل الملوك والأرستقراطيين المحليين، الذين كانوا منشغلون في صراعات مستمرة، في مغامرة مشتركة، فجمعوا جيوشهم ووحدوا صفوفهم على أمل الحصول على حصة من كنوز الشرق يضيفونها إلى ثرواتهم في حين شارك الفلاحون والعبيد وخدم الإقطاعيين في الحرب مقابل الحصول على حريتهم.
وعندما سقطت القدس فى 1099 كان الكثير من الحجيج المسيحيين يسافرون لزيارة الأرض المقدسة وكانوا يجدون أن مدينة القدس تحت السيطرة ولكن خارجها لم يكن كذلك وكان قطاع الطرق يعترضوهم ويذبحوهم فى رحلاتهم من يافا على الساحل إلى الأرض المقدسة، فشكل الفارس الفرنسى هيوجوس دى باينس فريقاً من ثمانية فرسان من أقربائه وذهب بهم إلى ملك القدس بالدوين الثانى وكان بذلك أول تشكيل لتنظيم فرسان المعبد وعرضوا عليه حماية هؤلاء الحجيج. بالدوين كان لديه ترتيبه الخاص: كانت مملكته في القدس تحت التهديد مع زيادة في نفوذ المسلمين في المنطقة؛ لذلك، كان وجود الفرسان المتمرسين وحراستهم لأمكنة مقدسة خاصة مفيد لمملكته، ووافق ملك القدس وفى عام 1118 أعطى لهم مساحة فى القصر الملكى داخل الحرم القدسى (المسجد الأقصى). وكان لهذا المكان سحره عليهم لإعتقادهم أن هذة البقعة هى فوق أطلال ما يسمى هيكل (معبد) سليمان ومن هذا المكان سموا أنفسهم بـ “الفرسان المساكين الفقراء للمسيح ومعبد سليمان” أو “فرسان المعبد”. هذا التنظيم من تسع فرسان كان لديهم موارد مالية قليلة ويعتمدون على التبرعات وكان رمزة فارسين يكبون حصان واحد للتأكيد على فقرهم. وقام التنظيم في بادئ الأمر بتجنيد الفرسان المذنبين والمطروديين من الخدمات العسكرية.
هذا الفقر والمسكنة لم يدم طويلاً، فقد امتدح الملك بالدوين فرسان المعبد في رسالته بشكل مبالغ فيه، شارحاً أهمية حماية الأراضي من قبل الجنود المتدينون المساكين، وطارحاً مطالباً فيها أن تعترف الكنيسة بتنظيمهم، خاصة من قبل البابا، وأن يلقى المساعدة والدعم. فتم دعمهم رسمياً من الكنيسة فى 1129 فأصبحوا رسمياً مفضلين للحصول على تبرعات من العالم المسيحى يتلقون الأموال ويعملون بالتجارة ويمتلكون الأراضى وينضم إليهم أبناء النبلاء الذين كان لديهم الشغف بالقتال فى الأرض المقدسة. وفى عام 1139 أعفاهم البابا إنوسنت الثانى من طاعة القوانين المحلية، مما أعطاهم الحرية فى عبور الحدود، عدم دفع الضرائب وعدم الرضوخ لأى سلطة فيما عدا سلطة البابا.
توسع سلتطهم وقوتهم
بالرغم من أن مهمتهم الأساسية عسكرية ولكن القليل من أعضائهم كانوا مقاتلين والباقون كانوا فو مواقع إدارية لمساعدة الفرسان وإدارة البنية الإقتصادية. وكان أعضاء التنظيم الذين يقسمون على الفقر يعطون سلطة على ثروات أبعد ما تكون من التبرعات، وعندما يلتحق أحد النبلاء بالحروب الصليبية كان يضع ثروته وأممتلكاته تحت إدارة التنظيم أثناء القتال.
وقع فرسان المعبد أسرى لأحلام كنوز الشرق العظيمة، والبطولة المطلقة، التي أغرتهم كما أغرتهم النبالة في بلاد القارة الأوربية، ولكن الواقع لم يكن كالأحلام، فقد أصيب فرسان المعبد الذين استقروا في الأراضي المقدسة بخيبة أمل ذريعة عندما فشلوا في العثور على الثروة الهائلة التي كانوا يحلمون بها، حتى أنهم حفروا قواعد معبد سليمان على أمل أن يجدوا الآثار المقدسة التي اعتقدوا أنها ستجلب لهم القوة المطلقة. ولمواجهة هذا الإحباط الذي أصابهم، صمم الفرسان على تحقيق أهدافهم البعيدة، بدؤوا يوظفون طرقاً جديدة تساعدهم على سيادة العالم.
تضاعف الثروة بهذا الشكل خلال الحروب الصليبية جعل التنظيم فى 1150 يبدأ بإصدار خطابات ضمان للحجيج المسافرون إلى الأرض المقدسة، وكان الحاج المسافر يضع مقتنياته تحت تصرف أحد فرسان المعبد فى بلده قبل السفر ويستلم وثيقة تشير إلى قيمة إيداعة، ثم يستخدم هذة الوثيقة عند وصوله إلى الأرض المقدسة لإسترجاع إيداعاته. هذا الإبتكار من فرسان المعبد كان نواه لنظام البنوك المصرفى الحالى وربما كان أول نظام لدعم إستخدام الشيكات. فكان هذا الإبتكار يؤمن الحجيج من قطاع الطرق ويجعلهم يستجيبون لعروض الفرسان.
بناء على التبرعات والعمليات التجارية ومثل هذة العروض ساعد الفرسان على إنشاء شبكة إقتصادية فى العالم المسيحى فى ذلك الوقت. وإستطاعوا إمتلاك مساحات شاسعة من الأراضى فى أوروبا والشرق الأوسط وأشتروا وأداروا المزارع وبنوا الكنائس والقلاع الخاصة بهم وإنخرطوا فى الصناعة والتصدير والإستيراد وأصبح لديهم أساطيلهم من السفن وأصبحت ثرواتهم طائلة، لدرجة أنهم تمكنوا من شراء جزيرة قبرص برمتها بمبلغ وقدره 25 ألف مارك من الملك ريتشارد ملك إنجلترا، وبذلك زادوا من دخلهم من خلال فرض ضرائب ثقيلة على الجزيرة حتى باعوها بعد سنة. ويمكن القول أن تنظيم فرسان المعبد كانوا أول مؤسسة متعددة الجنسيات فى العالم.
فى منتصف القرن الثانى عشر إتحد المسلمون تحت قيادة صلاح الدين وكان هناك خلافات بين الفصائل المسيحية بما يتعلق بـ “الأرض المقدسة” وكان فرسان المعبد عى خلاف مع فرق أخرى من الفرسات وهذة الخلافات أضعفت الفرق المسيحية على مر العقود سياسياً وعسكرياً وإشترك فرسان المعبد فى حملات فاشلة وتم أسرهم من قبل قوات صلاح الدين فى 1187 وخسروا القدس. وإضطر فرسان المعبد نقل مقرهم إلى الشمال الذى خسروه أيضأ ثم إنتقلوا إلى قبرص وحاولوا أن يتحالفوا مع المغول وفى 1303 خسروا الجزيرة كلها أمام الممليك المصريين.
وظل هذا التنظيم لا يخضع للحكومات المحلية مما جعلها دولة داخل الدولة فى البلاد الأوروبية وأصبحوا بدون مهمة محددة ويعبرون الحدود بحرية. هذا الوضع كان يزيد من توتر نبلاء أوروبا وخاصة عندما أشاروا إلى رغبتهم فر إنشاء دولتهم الخاصة بهم فى أوروبا مثلما فعل فرسان توتنيا فى بروسيا وفرسان هوسبيتالر فى رودس. وكان الفرسان الذين تجمعوا في فرنسا قد انتشروا بشكل واسع عبر الأراضي والممتلكات. وكان تنظيمهم الذي عمل كوصي على خزينة المملكة لعدة سنوات، يجمع الضرائب ويعمل عمل وزارة المالية، وكانت مراكزهم في فرنسا أهم خزناتهم، التي تحوي على ثروة مزدوجة: ثروة البلاد وثروة التنظيم، كانت خزنة الفرسان هي نفسها الخزنة الملكية، مما يعني أن جميع أموال المملكة الفرنسية كانت تحت سيطرة التنظيم.
سقوطهم:
أبدى الجنود وقادة الجيش الذين خدموا في الأراضي المقدسة مع فرسان المعبد استياءهم من تصرفات فرسان المعبد، كما أبداها الملوك والنبلاء الذين كانوا يعملون معهم في شبكتهم التجارية، والأشخاص الذين ظلوا مخلصون فعلاً للكنيسة وشهدوا نفاقهم على مر السنين، كل هؤلاء حاولوا الحصول على أحكام تدين هذا التنظيم.
إذا بحثت فى الإنترنت عن فرسان المعبد ستجد رواية تقول: أن فى عام 1305 أرسل البابا كليمنت من مقره فى فرنسا رسائل للسيد الأعظم لفرسان المعبد “جاك دى مولاى” والسيد الأعظم لفرسان هوسبيتالر لمناقشة إمكانية دمج التنظيمين فى تنظيم واحد. ولم يقبل الفكرة أى منهما ولكن البابا أصر. وفى 1306 دعا كل منهم لمناقشة الأمر، وحضىر جاك دى مولاى أولاًفى 1307 ، وحضر سيد الهوسبيتالر بعدها بشهور. وفى أثناء إنتظار حضور الثانى تناقش جاك والبابا فى بعض التهم التى وجهت لأحد فرسان المعبد، وبصفة عامة تم الإتفاق أن التهم زائفة ولكن البابا أرسل للملك فيليب ملك فرنسا طلب مكتوب للتحقق من التهم. وكان الملك فيليب عليه ديون كبيرة لفرسان المعبد بسبب حربه مع الإنجليز وقرر أن يستغل الإشاعات لأغراضة الشخصية وبدأ بالضغط على الكنيسة لإتخاذ إجراء
ضد تنظيم فرسان المعبد وبالتالى يحرر نفسه من ديونهم. وفى الجمعة 13 أكتوبر 1307 أصدر فيليب أمر بإعتقال جاك دى مولاى والعشرات من أعضاء التنظيم الفرنسيين. وأتهم التنظيم بتهم عديدة تشمل (الإرتداد عن الدين، الوثنية، البدع، الطقوس الفاحشة والشذوذ الجنسى، الفساد المالى، الإحتيال والسرية). والعديد من المعتقلين إعترفوا بهذه التهم تحت التعذيب والإكراه ما أثار فضيحة فى باريس. وسجلت الإعترافات فى قائمة طويلة وحفظت فى دار المحفوظات فى باريس. والسجناء تم إكراههم على الإعتراف ببصقهم على الصليب. وأتهم فرسان المعبد بالوثنية. البابا كليمنت طلب جلسة إستماع باباوى لتحديد ما إذا كان أعضاء التنظيم مذنبون أم أبرياء، وعندما تحرروا من تعذيب المحققين كان الكثير من اعضاء التنظيم ينكرون إعترافاتهم. والبعض منهم كانت لدية خبرة قانونية ليدافعوا عن أنفسهم فى المحاكمات. ولكن فى 1310 تصدى فيليب لهذة المحاولات وإستخدم إعترافاتهم السابقة لحرقهم فى باريس. ومع التهديد بإستخدام القوة العسكرية إذا لم يتفق البابا مع رغباته وافق البابا على حل هذا التنظيم بناء على الفضيحة التى نشأت بعد الإعترافات. وبعد الضغط المستمر من فيليب أصدر مرسوم بابوى فى 22 نوفمبر 1307 يأمر بالقبض على كل أعضاء التنظيم ومصادرة ممتلكاتهم.
ولكن الرواية التى تميل للحقيقة أن حقيقتهملم تكن لتغيب عن وريث العرش الملك فيليب الرابع ملك فرنسا، الذي كان يدرك تماماً خطورة الموقف. رأى الملك أن العقوبات والمحاكمات المؤقتة غير كافية، ولا جدوى من ورائها، وأن من الضروري إيجاد حل قاطع.قام في البداية بتأسيس علاقات مع الكنيسة، مصدر حصانة فرسان المعبد، وحاول أن يفرض سيطرته على المجموعات المنتفعة من الكنيسة. . وبعد صراع طويل والكثير من المكائد السياسية، قرر فيليب تعيين البابا كليمنت الخامس باعتباره شخصية مرنة ليحل محل بونيفيس، وهكذا بدأ ينكشف ستار الحصانة الذي كان يحتمي وراءه تنظيم فرسان المعبد. في المرحلة التالية من خطته، جمع فيليب مختلف الاتهامات التي أشيعت ضد فرسان المعبد، وهيّأ الأرضية الملائمة لاعتقالهم.
قرر فيليب كشف الحقيقة التي تجلت من خلال الاجتماع مع البابا، وعدد من المحامين البارزين، والقساوسة والنبلاء. وبالرغم من أن البابا كليمنت الخامس كان تحت سيطرة ملك فرنسا، إلا أنه كان يحمل مسؤولية كبيرة وهي رئاسة الكنيسة وشعر المخلصون من الرجال أن الفاتيكان الذي كان يفقد احترامه ومكانته بين العامة بسرعة، سوف يعاني من صفعة قوية بسبب الجرائم التي ارتكبها فرسان المعبد. وجد البابا نفسه في وضع صعب. لم يكن يريد أن يضحي بهذه القوة الكبيرة التي يملكها فرسان المعبد، ولكنه بنفس الوقت لم يكن يدري كيف يتعامل مع الاتهامات التي صدرت بحقه، ويخشى من إثارة غضب الملك الفرنسي.
كان من المعروف أن البابا، أو بالأحرى الكنيسة يدعمون فرسان المعبد منذ البداية، والآن يبذل الفاتيكان كل ما بوسعه لإطالة إحراءات المحكمة، إلا أن ملك فرنسا فيليب الرابع أدرك بسرعة ما يجري. بدأ فيليب بالترتيب لاعتقال فرسان المعبد والحصول على برهان واضح واعترافات من الجلسة الأولى. والاتهامات القانونية التي وجهت لهم، والتي كانت تتلخص بالنقاط التالية:
1. فرسان المعبد يخفون معتقداتهم الحقيقية عن أخوتهم المخلصين في المسيحية، ويمارسون طقوسهم سراً، ويجتمعون بعيداً عنهم، وهؤلاء غالباً ما يكونون من المستوى الأدنى في التنظيم. يتم في البداية اختبار الأعضاء وتلقينهم المذهب، مستخدمين طقوساً أصبحت فيما بعد عادات الماسونية
2. تم تنظيم مناطق معينة من القصور التي بناها فرسان المعبد من أجل ممارسة الطقوس السرية. خلال هذه الطقوس يقومون بعبادة عدد من الأوثان، وتماثيل لحيوانات يعتقدون أن لديهم قوى غير عادية، وأنهم عن طريق هؤلاء التماثيل سيحكمون العالم. هذه الأوثان التي كانت تذكر في اعترافات جميع الأفراد كانت توصف بالقطة السوداء، وتمثال للشيطان المعروف باسم “بافوميت”، وكان أعضاء التنظيم يقومون بأعمال تثير الاشمئزاز، مثل البصاق على الصليب، الرمز لمقدس لدى المسيحية، وعلى الصور المقدسة.
3. فرسان المعبد لا يجرون أية طقوس أو احتفالات مسيحية ولا يؤمنون بها، في الحقيقة، هم يعتبرون الكنيسة مؤسسة تخدم ديناً هم له أعداء.
4. في طقوسهم الشاذة، يشجع الفرسان، بل ويقومون، بالشذوذ الجنسي. خلال التحقيقات، تبين أن عدداً كبيراً من الفرسان دخلوا في علاقات من هذا النوع، وكثير منهم أجبروا على ذلك، حتى أن السيد الأعظم دو مولاي قد اشترك في هذه العلاقة الشاذة عدد من المرات.
5. يعتبر فرسان المعبد اللجوء إلى الأساليب الملتوية والطرق غير المشروعة، وخرق قوانين الكنيسة من أجل زيادة ثروتهم أمراً مشروعاً.
كانت الكنيسة لا تزال تعتبرها إشاعات، حرر البابا بياناً يفيد بأن الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب لا يمكن الاعتماد عليها، وانه يريد استجواب الفرسان بنفسه
في بيئة خاصة. إلا أن هذا لم ينتج عنه سوى تأكيد الاتهامات الموجهه له. فعندما أُخضع 72 فارساً للاستجواب على يد البابا، أقسموا على قول الحق، وأصروا على أن أقوالهم واعترافاتهم التي قدموها صحيحة؛ بتعبير آخر، اعترفوا أنهم كانوا ينكرون أو يكفرون بالمسيح، ويبصقون على الصليب خلال طقوس الانتساب إلى التنظيم، ويقومون بأفعال مشينة موثقة في سجلات الكنيسة. بعد هذه الاعترافات ركعوا على ركبهم وطلبوا الغفران. أبطل هذا الحدث جميع الادعاءات التي كانت قد أثيرت ضد الملك فيليب، والتي كانت تقول أن الملك يشن الحرب على فرسان المعبد لأسباب مالية وللتهرب من ديونة، بافترائه عليهم تهماً باطلة”. علاوة على ذلك، اكتُشف أن الملك، عكس الحملة الشعواء التي شنت للتشهير به، لم يقض على فرسان المعبد من أجل المال، خاصة بعد أن أمر بتحويل أموالهم إلى الكنيسة. وخرج الأمر من يد البابا، بل إن الاتهامات التي طالت فرسان المعبد انعكست عليه الآن، وبدأت الإشاعات تنتشر، حتى قيل أن البابا كان يأخذ الرشاوى، ويتعاون مع الهراطقة.
نتيجة لذلك، تم حظر التنظيم في جميع أنحاء أوربا بأمر من مجلس فيينا عام 1312، وتمت معاقبة أولئك الذين تم القبض عليهم ووضع المنشور الباباوي الذي كتبة البابا كليمنت الخامس نهاية للتنظيم وذلك بعد الأمر بحلّه. وبعد التخلص من قادة التنظيم تم إعتقال باقى أعضاء التنظيم فى أنحاء أوروبا أو دمجهم فى تنظيمات عسكرية أخرى أو إجبارهم على التقاعد وتركهم فى سلام. وبتفويض باباوى تم نقل ممتلكات التنظيم إلى الهوسبيتالر الذى ضم الكثير من أعضاء تنظيم فرسان المعبد.
بفضل الملك فيليب ظهرت حقيقة فرسان المعبد، واختفى ذكرهم من التاريخ، ولكن ذلك لم يكن إلا في الظاهر فقط! تم قطع موارد الدخل مما يعني صفعة قوية للقوة التي لا تقهر، والتي أصبحت خارجة عن القانون. إلا أن تأثير هذه الصفعة كان مركّزاً في الأراضي التي تقع تحت الحكم الفرنسي، أما في البلدان الأخرى فقد استطاع فرسان المعبد تغيير أسمائهم وهوياتهم دون أن يتعرضوا لأي ضغوط. وهناك مؤرخون يرون أن هؤلاء المتبقون هم من بدأ التنظيم الماسونى (الماسونية) أو البناؤون الأحرار Freemasons
إقرأ أيضاً (الماسونية) البنائون الأحرار Freemasonry
أترك تعليقـك هنا