Disease to Please – Curing the People-Pleasing Syndrome – Harriet B. Braiker, Ph.D. مداواة متلازمة داء إرضاء الآخرين
فى هذة التدوينة أضع ملخص لأهم ما قرأته فى هذا الكتاب. الكثير من الناس يشعر أنه يفعل أكثر مما يجب تجاه الآخرين، وكنت من سنوات فى أحد مراكز التسوق ولفت نظرى عنوان هذا الكتاب وأشتريته ثم وضعته فى المكتبة حتى أجد وقتأً لقراءته ونسيته، وبعد مايقرب من ستة سنوات أو أكثر وجده فى مكتبتى عندما كنت أبحث عن شىء أقرأه وأنا مسافر فى أجازة فأخذته معى وبدأت فى قرائته ووجدت فيه بعض المعلومات المفيدة وتفسيرات وتعليلات لبعض الشخصيات ومنها ما يرتبط بالأطفال ورايت أن أكتب ملخصه هنا لأشارك الآخرين فى الفائدة. هذا ليس نسخة من الكتاب ولكن مجرد ملخص لأهم الفقرات شدت إنتباهى.
هذا الكتاب يخاطب الأشخاص الذين يجدون أنفسهم لا يستطيعون رفض أى طلب للآخرين ، إما لأنهم يريدوا أن يكونوا لطفاء، أو لا يريدون الأخرين أيغضبوا منهم ، أو حتى خوفاً منهم مما يؤدى إلى تكبدهم عناء إرضاء طلبات الآخرين على حساب أنفسهم ومصلحتهم وراحتهم. الفقرات التاليه هى نسخ من فقرات من الكتاب.
**************************************
لكى تفى بإلتزاماتك نحو اﻵخرين والمقربين المهمين لك ، يجب أن تكون قادرا على رعاية نفسك اولا، ولكن، المشكلة التى تواجهها اﻵن هى أن السنوات التى قضيتها فى إرضاء اﻵخرين قد جعلتك أصم عن الصوت الداخلى ﻹحتياجاتك.
بدون القدرة على قول “لا” أو التفاوض والنقاش الفعال وتقديم اﻷولويات وطلب العون ، فسوف يتحول مجرى المطالب المستمرة من اﻵخرين إلى التعكير والفوضى ، ومحاولاتك اﻹجبارية فى إرضاء جميع الناس طوال الوقت تزيد من عدد وقدر المطالب من اﻵخرين، وفى ظل هذا العبء المتزايد، تصبح قدرتك على اﻹستجابة مجهده وضعيفة للغاية.
واﻷثار النفسية المترتية على ذلك خطيرة. أولا ، الضغط الناتج عن المطالب الكثيرة يهدد صحتك النفسية والبدنية. وثانيا ، فإن تقديرك لنفسك يتضائل ، ﻷنك تشعر بعدم صلاحيتك لتحقيق المطالب المتزايدة من اﻵخرين والتى شجعتها عاداتك ﻹرضائهم.
لماذا يتأصل فى نفسك اﻹعتقاد بوجوب أن يكون اﻵخرون فى المقدمة؟ يشير علماء النفس الكبار إلى أنها “اﻹفتراضات الصامتة” أو “اﻷفكارالضمنية” التى ترسخ عقيدة أن يكون اﻵخرون فى المقدمة.
وهو تهديد مستتر ، أنه مالم تضع إحتياجاتهم قبل إحتياجاتك فسوف تكون منبوذا، أو ينظر إليك على أنك أنانى، وسوف يهجروك أو سوف تعاقب بطريقة ما.
هذا التهديد ينبع من نظرية أن عالم “اﻵخرين” إنما هو مكان ملئ بالمخاطر، ويسكنه – طبقا ﻹفتراضاتك الصامتة – اﻵخرون واﻷقوياء الذين يمتلكون السيطرة والطلب والرفض والعقاب والغضب، ويجب عليك أن تحقق إحتياجاتهم وترضيهم طوأ الوقت ، حتى لو كان ذلك على حسايك، والتفكير فى إحتياجاتك قبل أن ترضى اﻵخرين يجعلك تشعر بالحوف والقلق والذنب.
اﻹفتراضات الصامتة تعزز لديك التالى:
1- عالم اﻵخرين ليس مكانا آمنا ، وإذا لم ترضهم وتحقق إحتياجاتهم ، فسوف تعانى من العواقب والنتائج السلبية.
2- يجب أن يتم إكتساب الحب والرعاية دائما عن طريق العطاء المستمر وفعل اﻷمور التى ترضى اﻵخرين.
3- إذا لم تعطهم مايطلبون ، وإذا لم تجعل إحتياجاتهم أهم من إحتياجاتك، فسوف يتم النظر إليك على أنك أنانى، و
4- يتم هجر اﻷنانيين ، ويتركون وحدهم ليعيشوا فى تعاسة.
تذكر:
*) أنت لست مجبرا على أن تكون مع اﻵخرين الذين يمتلكون السيطرة والعقاب والرفض والغضب، ولديك خيارات فى أن تكون مع من تحب وترتاح ممن يحيطون بك. وسوف تصبح عبدا اﻵخرين فقط إذا ما إستعبدت أنت نفسك بإحباطها وتبنى معتقدات وسلوكيات إرضائهم.
*) لكى تحمى نفسك بالطريقة الصحيحة يجب أن ترى الناس كما هم وليس كما يبدون من خلال العدسات الخادعة التى تعظم من محاسنهم وتصغر من عيوبهم.
*) لكى تسمح لشريكك أن يكون دائما على حق، فأنت دائما ستكون على خطأ وهذا سيدمر إحترامك لذاتك.
لقد اصبحت عادة إرضاء الآخرين متأصلة فى نفسك لأنك تعتقد أنها تنجح فى حمايتك من حدوث غضب أو صراع، ولكن هذا يمكن ان يكون ذو تأثير عكسى. فهؤلاء الذين ترغب فى أن تكون لك علاقات وثيقة بهم، ربما يرفضون سياستك وربما تفاجأ بأت أسلوبك الوقائى يمكن رؤيته على آنه إكراهى ومسيطر لهم، ويمكن أن يفهم من قبلهم على أنها طريقة سلبية عدوانية تهدف إلى إبقائك بمعزل عنهم على مسافة (نفسية) آمنه.
وبالرغم من ذلك، فإذا مكثت بعيدا بدرجة كافية عن الآخرين بحيث لا يستطيعون الوصول إليك ، فإنك أيضا تكون بعيدا جدا بالنسبة لهم، بحيث لا يسعهم تقبلك.وإستحسانك، وبهذة الطريقة فإن (منطقة الأمان) تلتى توجد بها ربما يثبت أنها مكان مهجور محفوف بالمخاطر.
ارضاء الناس كسياسة للتجنب يعتبر فعالا لبعض الوقت ، ولكنه بعد فترة يمكن ان يفجر الغضب والصراعات ولذلك تعلم كيف تستبدل عادات التجنب بالطرق الصحيحة للتعبير عن الغضب والتعامل مع الصراعات.
*************************
الغضب
قد تساوى بين الغضب والعدوانية، ولكن الغضب يعتبر حالة عاطفية، والعدوانية تعتبر سلوكاً. وفى ظل ظروف معينة ، قد يؤدى الغضب إلى العدوانية (وهى النية المتعمدة لجرح وإيذاء وإصابة الآخرين) ولك ليس بالضرورة. وطريقة النظر إلى الغضب على أنه أسود وأبيض غير صحيحة، فلا يعمل الغضب فقط فى حلة الإيقاف والتشغيل، وبدلاً من ذلك فإنه يتطور بشكل متزايد.
هل الغضب أمر سيئ دائماً؟
الإجابة المختصرة هى ” لا “. الغضب عنصر أساسى فى الجهاز العاطفى الطبيعى كبشر، وقد صمم جسمك ومخك بحيث يمتلكان القدرة على الغضب كوسيلة وقائية، إذ أنه رد الفعل الذى يبين حدوث شيء ما على نحو خاطئ.
يلعب الغضب دوراً مهماً فى حياتك وقدرتك على العيش، وإذا لم تكن قادراً على الشعور بالغضب فإنك تكون معوقاً من الناحية السيكولوجية، وعرضة للإفتراس الإجتماعى من الآخرين الذين يستغلون سلبيتك. ومع ذلك مثل معظم الذين يرضون الآخرين ، فربما تشعر بالذنب عندما تكون غاضباً ، خاصة تجاه هؤلاء المقربين إليك. ومن خلال شعورك بالذنب حينما تغضب، فإنك تعقد من المشكلة بإضافة شعور سلبى آخر إلى خليط المشاعر الذى تعانى منه. وتقبل غضبك على أنه شعور إنسانى طبيعى بدلاً من مقاومته خطوة هامة نحو السيطرة على الغضب.
يبدو الكبار أقوياء فى نظر الأطفال الصغار، حتى ولو كان ذلك بسبب الحجم الأكبر، والصوت الأعلى ، والسلطة الأكبر، وبسبب إعتمادهم الكلى على الكبار يحتاج الصغار لأن يظهر الكبار فى حالة سيطرة على أنفسهم،فيحتاج الصغير لأن يتصرف الكبير بعقل وإتزان وأن يمنحه الشعور بالأمان.
وعندما يظهر السخط على أحد الوالدين بطريقة متقلبة فإن شعور الطفل الأساسى بالثقة يضعف للغاية، حيث يبدو الكبير الذى تأتيه نوبات غضب غير متزن شخص لا يعتمد عليه ومخيف بالنسبة للطفل الصغير. وسيتحول عالم الطفل إلى مكان مرعب مشحون بالمخاطر. وبالتالى، فعندما يكبر هؤلاء الأطفال فقد يصبحون ضحايا أيضاً بحيث يتحولون إلى شخصيات تسعى إلى إرضاء الآخرين، وإخفاء غضبهم المنطوى على الخوف والندم.
التعبير عن الغضب
ليكون الغضب بناءً وصحياً ، ينبغى أن يتم التعبير عنه بوضوح وثبات وبشكل مباشر. ولكى تكون بناء، يجب أن تتحمل مسؤولية غضبك.
لا يلعب اللوم والإتهام أى دور بناء فى التعبير عن الغضب، وكذلك الحال بالنسبة للسباب والتهديد وإظهار العدوانية، وينبغى أن تظل درجة الصوت متوسطة قدر الإمكان، فالعبارات الثابتة والواضحة والمباشرة تكتسب إحتراماً وإهتماماً أكثر من الصراخ والإنفجار وإستخدام لغة التهديد، حيث أن جميعها يندرج تحت سوء المعاملة والإهانة.
ستكون أكثر فعالية ودقة عندما تعبر عن مشاعرك بقول شئ مثل: “إننى غاضب جداً حتى ليصعب على التحدث إليك الآن” أفضل من أن تصرخ قائلاً: “إننى غاضب جداً حتى أننى لأكاد أقتلع رئتيك”.
إن ملامح وإيماءات التهديد بما فى ذلك الركل، والقذف، وطرح الأشياء أرضاً ليست طريقة بناءة، بل تخويفية ومهينة. وثمة مجال للتعبير الصحيح عن الغضب لتحليل أسباب مشكلة ما، وذلك بطرح السؤال المشروع : “لماذا فعلت ذلك؟” وهذا يعنى أنك مهتم وراغب فى الإستماع للشرح والتفسير. وعلى العكس، فليس هناك هدف بناء وراء قولك : “كيف إستطعت فعل ذلك؟” أو “لماذا فعلت شئ بهذا الغباء؟”. فهذة الأشئلة تهين المتلقى بشدة.
*************************
المواجهة وتجنب حدوثها
كل العلاقات الجيدة والسيئة لابد أن تتعرض لحدوث خلافات. والإختلاف الرئيسى يكمن فى كيفية التعامل مع الخلافات، فالزوجان السعيدان يبادران بحل الخلافات، أما الزوجان غير السعيدين، كقاعدة عامة، فلا يحلان الخلافات، وكنتيجة لذلك يتشاجر الزوجان غير السعيدين بشأن نفس الموضوعات مراراً وتكراراً، ويستغل الزوجان السعيدان وقوع الخلاف بينهما لزيادة التفاهم بينهما وللإستفادة من مزايا العلاقة، فى حين أن الزوجين غير السعيدين يريان الخلاف على أنه صراى قُوّى (جمع قوة) حيث يمكن لأحد الطرفين أن يفوز، وينبغى أن يخسر الطرف الآخر.
فمثلاً قد يختلف الزوجين الغير سعيدين على المطعم الذى سوف يذهبون إليه فى عطلة الأسبوع أو نوع الفيلم الذى سوف سيشاهدانه، وك منهما يعتبر أن الآخر متسلط ولا يضحى من أجله حتى ولو مرة واحدة، وخلافهما الحقيقى ليس بشأن المطاعم والأفلام ولكن بشأن القوة والسيطرة. وربما الزوجان السعيدين مثلاً يمكنهما قلب العملة ويُسمح للفائز أن يختار إما العشاء أو الفيلم تاركاً الخيار الآخر للخاسر.
والمقارنة بين الزوجين الأولين والآخرين توضح أن وجود الخلاف لا يتسبب بالضرورة حدوث مواجهة غاضبة، وكذلك توضح كيف يمكن الخلاف أن يتصاعد ويتحول إلى رعب عندما تستخدم كلمات وأساليب مدمرة. فالزوجان الأولان ينتهجان أسلوب الفائز والخاسر، وأن الفائز هو الذى سينفذ كلامة.
ويمكن للذين بينهم علاقات – على سبيل مثال – أن يقوموا بتنمية التفاهم المتبادل عن طريق التحدث عن القضايا التى تتعبهم ، أو تسبب لهم فى الشعور بالتعاسة وعدم الرضا.
تجنب الخلافات:
تجنب الخلافات ليست بقوة نفسية يجب تدعيمها، ولكنها أحد أعراض الإختلال الوظيفى المقلق فى علاقة ما، ويضعف من الثقة وقوة هذة العلاقة. وفى أى علاقة، سواء شخصية أو فى العمل، يعتبر الخلاف أمراً حتمياً ولابد أن عاجلاً أو آجلاً أن يحدث خلافات فى الرآى أو الأسلوب أو الإهتمامات. والتعبير عن هذة الخلافات وما إذا كانت ستحل بشكل فعا أم لا ، فسوف يحددها ما إذا كان الخلاف بناء أم مدمر.
فكر فى الخلاف على أنه فيل يقف بالعرض فى وسط غرفتك، فبوسعك تجاهله ببساطة عن طريق السير حوله، ويمكنك تجنب الحديث إليه أو عنه، ولكن سوف يظل موجوداً هناك، وأنت تعلم هذا وكذلك الفيل. وعندما لا تحل الخلافات فإنها ستتكرر ويمكن أن تصبح مدمرة وغالباً ما تتحول إلى صراعات.
ربما تعتقد أن إرضاء الآخرين يجنبك الخلافات ويجنبك المواجهة، ولكنه أيضاً يحرمك من فوائد الخلاف البناء. ويشبه ذلك محاولة تجنب حادث تحطم طائرة برفض الركوب على متنها، ولك أيضاً ستبقى ملتصق بمكانك وتحد من فرص الذهاب إلى أى مكان.
مستويات الخلاف:
يتصاعد الخلاف ويتدرج من خلال ثلاث مستويات:
المستوى الأول: خلاف حول السلوك، ويتضمن الإختلاف أو عدم الإتفاق بشأن ما يفعله أو يقوله الناس ( بالنسبة لعلماء النفس، يعتبر الكلام شكلاً من أشكال السلوك).
المستوى الثانى: خلاف بشأن القيم والمبادىء التى تميز العلاقة (توقعات الناس حول كيفية معاملة الآخرين لهم أو الطريقة التى ينبغى عليهم أن يعاملوا بها الآخرين بالمقابل)
المستوى الثالث: الخلاف حول الشخصية والحالة العقلية والمشاعر والنوايا والدوافع، ويكون الخلاف عند هذا المستوى متصلاً بما يعلمه كل شخص عن شخصية الشخص الآخر ومشاعره وحالتة المزاجية ونواياه. وفى المستوى الثالث يمكن أن يصبح الخلاف مدمراً.
وتحدث الحلول الفعالة للخلافات فى المستوى الثانى ، وهذا يعنى أن إتفاقيات جديدة حول قوانين العلاقة يمكن التوصل إليها، ودائما ما تقلل الإتفاقيات فى المستوى الثانى من حدوث خلافات مستقبلية.
أترك تعليقـك هنا